كانت "جوان غاردنر" تعاني من ألم شديد بسبب تورّم في ركبتها دام 3 أشهر بعد تعرضها لحادث سقوط، بلغت شدته إلى حد أنه قيّدها في المنزل وأفقدها القدرة على العمل. وشجّعها طبيب العظام والمعالج الفيزيائي على الخضوع لجراحة، لكنها رفضت لأنها "عنيدة ومغرورة" فقررت بدلاً من ذلك أن تجرب شيئاً مختلفاً. واتصلت "جوان" بـ"كين كلي" أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا ومحامي قضايا إفلاس الشركات الذي يزاول العلاج بالطاقة كنشاط جانبي بعد أن تعلم في سبع سنوات عدداً كبيراً من الطرق بما فيها "ريكي" و"برانيك" و"ثيتا"، وهو يمارسها 8 ساعات أسبوعياً في مكتبه. ومن دون أن يلمس جسمها أو يطلب منها أي أجر، لوّح "كلي" بيديه فوق "جوان" لثلاث ساعات ليوجّه طاقة الشفاء"الكونية" إليها ويساعدها على التخلص من غضبها والعوائق الأخرى، فاختفى التورم من ركبة "جوان" تماماً في اليوم التالي.
وتثير قصص كهذه تعجّب واستهجان العاملين في الوسط الطبي وزملاء "كلي" في الوسط الأكاديمي. لكن العلاج بالطاقة، الذي يعود أصله إلى طقوس العلاج بالتعويذات وممارسات كهنة القبائل والطقوس الغامضة القديمة وتلك المتبعة في منهج "العصر الجديد"، بات يتحول على نحو متزايد إلى تيار سائد.
وتستعين مستشفيات لوس أنجلوس وأميركا عموماً بممارسي العلاج بالطاقة في مراكز الطب التكاملي كملحق متمم للطب الغربي. ويجري تدريب عدد كبير من الأطباء والممرضات، كما تموّل هيئة "المعاهد الوطنية للصحة" التجارب السريرية والمراكز الأكاديمية لدراسة فاعلية "طب الطاقة" في علاج المصابين بالسرطان وأمراض القلب. وعلى رغم أن العلاج بالطاقة موجود منذ آلاف السنين، لم تبدأ نتائج الدراسات العلمية في الظهور إلاّ في الآونة الأخيرة. وأصبحت دورية "الطب التكميلي والطب البديل" أول دورية علمية تكرس عدداً كاملاً للشفاء بالطاقة. وعقدت "الجمعية الدولية لأنواع الطاقة الدقيقة وطب الطاقة" أول مؤتمر لها في ولاية كولورادو لمناقشة أحدث النتائج العلمية. والبحوث حديثة جداً وليست حاسمة بعد، لكن نتائجها توحي بأن العلاج بالطاقة يحقق النتائج في حالات معينة لا يعلم العلماء كيفية ولا سبب تحققها.
فما هو بالضبط العلاج بالطاقة؟ إن طرقه كثيرة، لكن المبادئ آتية عموماً من المفاهيم القديمة لقوة من قوى الحياة (اسمها "تشي" أو "كي" في الطب الصيني التقليدي و"برانا" في الطب الهندي) وهي تتحرك عبر "مسارات الطاقة". وتستند كل الطرق، ومنها الوخز بالإبر الصينية وطريقة "تاي تشي" و"اليوغا" و"شياستو"، إلى فكرة أن وجود طاقة تتدفق بحريّة في أنحاء الجسم تؤدي إلى الصحة المثلى، وأن المرض ينتج عن انسداد في مجرى هذه الطاقة. ويعتقد ممارسو العلاج بالطاقة أن للإنسان جسماً أثيرياً أو "هالة" تحيط بالجسم المادي وتخترقه، إلى جانب وجود "نوافذ للطاقة" في الجسم يسمونها "الشاكرا" أو المقامات. ولأن الجسم البشري مكون من جزيئات دون ذرية وفي حركة مستمرة، هناك علل كثيرة تتجلى أولاً في "جسم الطاقة". ومن الممكن للضغط النفسي والانفعالات المؤلمة أن تستنزف الطاقة أو تجمّد حركتها فتعيق الشفاء الطبيعي. ويدّعي ممارسو العلاج بالطاقة القدرة على كشف وإصلاح هذه المشكلات بلمس الجسم أو حتى دون لمسه ومن مسافات كبيرة. و"الاهتزازات هي جوهرنا"، على حد قول "كلي" الذي يضيف أن "المرض ليس سوى تنافر في الاهتزاز"، وأن "تغيير الاهتزاز، بواسطة البلورات واللون والصوت أو الصلاة أو دفع الطاقة عبر اليدين، يعني دوماً أن الأمر يتعلق بالاهتزاز". ويقول هؤلاء إنهم بتسخير قوة الرابطة بين الجسم والعقل يعززون القدرة الفطرية الداخلية على الشفاء الذاتي، ما يعني أن جدوى العملية تتأثر بدرجة التلقي لدى المريض مثلما تتأثر بنيّة المعالج وبحالته الذهنية. ويتشوش الخط الفاصل ما بين العلاج بالتعويذات والعلاج بالطاقة الذي يستحضر ممارسوه قوة عليا في حين يقوم غيرهم بصف رموز كونية أو يجمعون الطاقة من الطبيعة. ويزعم بعضهم أن لديه مواهب استثنائية، ويقول آخرون إنهم مجرد "قنوات ناقلة" وإن كل شخص يمكنه أن يتعلم شفاء نفسه والآخرين.
وبدأ الباحثون يأخذون مفاهيم مثل "المقامات" و"الهالات" على محمل الجد فيترجمونها إلى مصطلحات علمية بقياس الحقول الكهرومغناطيسية الحيوية، وبقياس تأثيرات العلاج بالطاقة على النباتات والحيوانات والبشر مستعينين على كشف التغيرات الدقيقة بأجهزة متطورة بعضها مستخدم لتقصي المجرات البعيدة. ويقول "غاري شوارتز" أستاذ علم النفس والجراحة وعلم الأعصاب في جامعة أريزونا إن "الجسم يولّد سيمفونية هائلة من الذبذبات... ومن الممكن الاستعانة بأحدث أجهزة الكشف الحيوي لدراسة طريقة إصدار الشخص (الممارس لهذا النوع من العلاج) للذبذبات". وتبيّن في دراسة استخدمت 4600 بذرة أن بعض البذور بدأت النمو بقوة أكبر لدى تعريضها للموسيقى وللعلاج بالطاقة. وقال "شوارتز"، الذي يؤسس "برنامج البحث في الشفاء الاستثنائي"، إنه شهد في عيادته قيام امرأة بإرسال الطاقة من مس