في ظل الأوضاع البالغة التعقيد التي يمر بها العراق اليوم ليس مستغربا أن تعلن الحكومة العراقية حالة الطوارىء في البلاد بل هذا أمر طبيعي لفرض حالة الأمن والاستقرار والطمأنينة محل الفوضى والتخريب والإرهاب الذي يضرب في كل مكان في العراق مركزا على المورد الأهم في هذا البلد "النفط"من خلال نسف وتخريب خطوط الأنابيب ,بالإضافة إلى استهداف رموز السلطة والدولة في إشارة واضحة إلى استهداف المسارين الاقتصادي والسياسي وما يدور في العراق بعد إعلان تسلم السلطة والسيادة وتصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية يؤكد على أن قوى الظلام والتخريب لا تريد ان يخرج العراق من النفق المظلم وفرض حالة من عدم الاستقرار لإفشال برامج الحكومة العراقية المؤقتة وعرقلة برنامج الانتخابات ووضع عقبات على الطريق الديموقراطي الذي اختاره العراق الجديد وقتل الحلم والأمل العراقي.
لا شك أن هناك أيادي خبيثة تلعب في العراق وهناك أطرافا بعينهم باتت الحكومة العراقية المؤقتة تعرفهم لا يريدون لهذا البلد أن يستقر في ظل "لعبة المعادلات" التي لا نريد أن يوغل فيها العراق بعيدا ,لأن اللعب على هذه المعادلات المقيتة سوف يدخل العراق والعراقيين في معادلة غير قابلة للقسمة أو الحل وستدور رحاها لتسفك المزيد من دماء الأبرياء وتأكل الأخضر واليابس لتفسح المجال لتفتيت هذا البلد ونهب ثرواته لا سيما وان أيادي إسرائيل وبصماتها الدموية لا يخطئها ذو بصيرة وان هناك العديد من الأعمال الإرهابية والدموية تقف وراءها المخابرات الإسرائيلية.
التعامل مع الوضع الراهن في العراق يحتاج أولا من العراقيين كل الحكمة والشجاعة لمواجهته بنجاح والقضاء على أسبابه ومسبباته ,ومن الدول الشقيقة ثانيا لمساعدة العراق على تخطي هذه المحنة وقد أرسل رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي في خطاب تسلم السلطة إشارات ايجابية إلى الدول العربية الشقيقة خصوصا دول الجوار لابد من البناء عليها وتطويرها فالعراق بحاجة إلى أشقائه وبقدر ما يقترب الأشقاء من العراق يخطو هذا البلد خطوات جدية لبناء ذاته والاعتماد على نفسه في إدارة شؤون البلاد وتامين الحياة المستقرة خصوصا الشق الأمني ,والعكس صحيح كلما ابتعد الأشقاء عن العراق بقي الوضع على ما هو عليه ولن يتمكن هذا البلد من إنجاز ملفاته خصوصا الملف الأمني وسيلجأ إلى مساعدة دول التحالف التي تعتبر الملف الأمني والحالة الراهنة السبب الأول لاستمرار وجودها في العراق بل وتمديده .
لقد أبدت العديد من الدول العربية استعدادها لتقديم كل العون والمساعدة إلى العراق وشعبه الشقيق ,بل أن دولا عربية بدأت ومنذ فترة برامج إنمائية لمساعدة العراقيين على مواجهة متطلبات حياتهم اليومية ,وما نأمله أن تتطور هذه الآلية باتخاذ خطوات عملية تخلص العراق والعراقيين مما هم فيه بدلا من لعن الأوضاع والظروف.