قرار المحكمة الأميركية العليا الخاص بمثول المعتقلين تحت مسمى "المقاتلين الأعداء" والقابعين منذ أكثر من عامين في معتقل جوانتنامو أمام القضاء الأميركي، يأتي بمثابة خطوة متأخرة أو صحوة طال انتظارها، من خلالها يمكن تصحيح مواقف إدارة بوش الخاطئة. فإحتجاز الارهابيين المشتبه فيهم مدة طويلة دون محاكمة أو دون السماح لهم بالطعن في الاتهامات الموجهة إليهم والتي عادت لا تستند إلى أدلة حقيقية هو في نهاية الأمر سلوك تنتهجه ديكتاتوريات العالم الثالث، وهو سلوك لا يليق بدولة عظمى من المفترض أنها نموذج لحماية الحريات. صحيح أن الحرب على الإرهاب دفعت واشنطن نحو الإسراف في الإجراءات الأمنية، لكن هذا لا يعني الاستخفاف بالحقوق والحريات الأساسية التي يأتي على رأسها حق التقاضي. المحكمة الأميركية العليا وضعت حداً للأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش لأن المبالغة في عمليات الاعتقال، ستضر بموقف واشنطن الخارجي سيما وأن حلفاءها الأوروبيين يرفضون الموقف الأميركي، ناهيك عن معارضة الناشطين الأميركيين المدافعين عن الحقوق المدنية. وفي تقديري أن السماح لهؤلاء المعتقلين بالمثول أمام المحاكم الفيدرالية الأميركية سيعزز موقف واشنطن في حربها على الإرهاب.
عبد المعز محمد - دبي