لم تشهد الأمة العربية ضعفاً وهواناً في تاريخها كالذي تمر به الآن. وما يزيد الطين بلة هو سرعة تصديقنا لأي خبر أو كلام يأتينا من قبل الآخرين سواء كانوا أصدقاءً أم أعداءً.
منْ يُتابع وسائل الإعلام الغربية يلحظ تركيزها على منطقتنا العربية خاصة ملهاة محاكمة صدام ومأساة دارفور، في الوقت الذي تتجاهل فيه المجازر والانتهاكات الخطيرة والمؤلمة في عراق اليوم وفلسطين الجريحة. ومن الواضح أن الإعلام الغربي لم يعد مكترثاً بالجرائم التي ترتكبها القوات الأميركية في العراق، أو قيام قوات شارون الصهيونية بتهديم مئات المنازل على رؤوس أصحابها وجرف واقتلاع أشجار الزيتون والحمضيات في غزة والضفة أو إطلاق الصواريخ على أي كان، فكل هذا لم يعد محور اهتمام الإعلام الأوروبي والأميركي، بل إن هذا الإعلام مهتم الآن بالصراع في دارفور، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطالب وسائل الإعلام الغربية العالم بالتدخل العسكري لضمان استقرار هذا الإقليم، وكأن هذه القضية هي الأهم في المنطقة، ما يعني أن وسائل الإعلام الغربية تختار ما يناسبها من القضايا لتطرحها أمام الرأي العام العالمي. الملفت أن سكرتير عام الأمم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الأميركي كولن باول قاما خلال الأسبوع الحالي بزيارة دارفور وأطلقا تصريحات طالبا فيها العالم بإيجاد حل للأوضاع غير المستقرة في هذا الإقليم، ويا ليتهما قاما بزيارة حي الزيتون في غزة أو مدينة الفلوجة في العراق ليشاهدا ماذا يحدث هناك.
عبد الإله علي الجماعي - صنعاء