اغتيال القيادات لن يحقق السلام في الشيشان...والإعلام يؤجج قضايا حظر الانتشار


ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الكوريتين وقبرص؟ وكيف يمكن تقييم سياسة تصفية القيادات الشيشانية المطالبة بالانفصال عن روسيا الاتحادية؟ وهل أصبح الإعلام أداة لتأجيج قضايا حظر انتشار السلاح النووي؟ وماذا عن التجربة الديموقراطية في تايوان؟ ومع البدء في محاكمة صدام حسين لماذا لا يحاكم الرئيس بوش أيضاً؟ أسئلة خمسة تجيب عنها جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية.


الكوريتان والتجربة القبرصية


المقارنة بين جزيرة قبرص، وشبه الجزيرة الكورية كانت محور مقال كتبه "دايمن بي. هورجان" يوم أمس الاثنين في "كوريا هيررالد" الكورية الجنوبية، فتحت عنوان "فشل خطة كوفي عنان في قبرص"، أشار الكاتب إلى أن قبرص مثل كوريا- كلتاهما مقسمتان- إلا أن قبرص مقسمة على أساس عرقي، فهناك القبارصة اليونانيون المسيحيون الذين يتحدثون باللغة اليونانية، والقبارصة الأتراك المسلمون الذين يتحدثون اللغة التركية، بينما الكوريتان مقسمتان على أساس أيديولوجي اقتصادي، حيث تطبق كوريا الشمالية نظاما شيوعيا "ستالينياً" أما كوريا الجنوبية فتتبنى نظاماً ليبرالياً رأسمالياً.إن الكاتب طالب الكوريين بمحاولة استيعاب الدروس من فشل خطة "عنان" لتوحيد جزيرة قبرص من خلال نظام فيدرالي يمنح استقلالية كبيرة لشطري الجزيرة. وهذا الدرس يتمثل في صعوبة توحيد البلدان المقسمة، حتى في ظل المساعدة الواضحة التي قدمها المجتمع الدولي، وفي ظل تبني شطري الجزيرة نظاماً سياسياً قائماً على التعددية واقتصاد السوق.لكننا في شبه الجزيرة الكورية نجد نظاماً سياسياً واقتصادياً في الشمال يختلف تماماً عن النظام القائم في الجنوب. وحسب الكاتب، ثمة مشكلات ظهرت عند طرح مسألة توحيد قبرص، يجب أن يضعها الكوريون في اعتبارهم عند التفكير في توحيد شبه الجزيرة الكورية، فمثلاً انتابت القبارصة اليونانيين مخاوف من أن الضرائب التي سيقومون بدفعها سيتم إنفاقها على المناطق الفقيرة في الشطر التركي من قبرص. وهذه المخاوف موجودة الآن لدى كثير من الكوريين الجنوبيين.وهناك مشكلة أخرى تكمن في أن معظم الكوريين والقبارصة ينظرون إلى حالة التقسيم القائمة حالياً على أنها أمر طبيعي.


خرافة خطيرة


ضمن تعليقها على الحكم الذي أصدرته المحكمة القطرية يوم الأربعاء الماضي بالسجن 25 عاماً على اثنين من عناصر الاستخبارات الروسية لتورطهما في قتل الرئيس الشيشاني السابق "سليم خان باندرباييف"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الخميس الماضي افتتاحية استنتجت من خلالها أن مقتل "ياندرباييف" يثير تساؤلات حول ما إذا كانت عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء يمكن تبريرها، وأيضاً حول مدى فعالية هذه العمليات التي تستهدف زعماء التنظيمات الإسلامية الراديكالية وقادة الشبكات الإرهابية.إن الصحيفة استنتجت أن عملية اغتيال "ياندرباييف" ستسفر في النهاية عن تقوية حجة الانفصاليين في الشيشان، ذلك لأن أتباع هذا الرجل سيقدمونه إلى الرأي العام بصفته شهيداً.وفي ظل هكذا ظروف، فإن فكرة اغتيال زعيم في محاولة لدحر حركة كاملة ليست إلا خرافة خطيرة.


الإعلام وحظر الانتشار


في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي في "ذي ستاتسمان" الهندية والمعنون بـ"قنبلة كوريا الشمالية والإسراف الإعلامي"، سلط "جوناثان باور" الضوء على حقيقة مفادها أن الشيء الرئيسي الذي تعلمناه حتى الآن من إدارة الرئيس بوش هو قدرتها الواضحة في التأثير على وسائل الإعلام لتأجيج مشكلة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.على سبيل المثال تستخدم هذه الإدارة الإعلام لتسليط الضوء أكثر على طموحات "بيونج يانج" المتمثلة في امتلاك صواريخ ذات رؤوس نووية، بواسطتها يمكن قصف ولاية "ألاسكا". وبمقدور الإعلام أيضاً تهدئة الموقف، وهو ما نلحظه الآن مع كوريا الشمالية، فبعد ثلاث سنوات من العداء الصريح لـ"بيونج يانج"، بدأت وسائل الإعلام الأميركية تتحدث بلهجة هادئة عن ملف كوريا الشمالية النووي، وذلك لأغراض انتخابية، بمعنى أن بوش يريد خوض انتخابات الرئاسة المقبلة دون أزمات خارجية، علماً بأن البحوث التي تُجريها "بيونج يانج" لامتلاك القنبلة النووية باتت الآن أكثر تقدما مما كانت عليه قبل عامين عندما صنف الرئيس بوش كوريا الشمالية ضمن بلدان "محور الشر".


الكاتب يرى أن القنابل النووية قصة رعب جيدة عندما ترغب الإدارة الأميركية في أن تجعلها تبدو كذلك، مما يعني أن هذه الإدارة تتلاعب بمخاوفنا.


ديموقراطية ناضجة


"إن موقف الصين تجاه تايوان تعتريه مشكلة تتمثل في أنه بعد مرور 55 عاماً على تأسيس جمهورية