:Foreign Affairs


تحولات في القوى العالمية


قضايا استراتيجية عدة حملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن "مجلس العلاقات الخارجية"، وهو منظمة غير حكومية أميركية تتخذ من نيويورك مقراً رئيسياً لها. وتحت عنوان "تحول في القوى الدولية قيد التشكل" استهل "جيمس إف. هوج" موضوعات العدد بتقرير استنتج خلاله أن ثمة انتقالاً لمراكز القوى الدولية من الغرب في اتجاه الشرق، صحيح أن هذا الانتقال يتم ببطء، لكنه عاجلاً سيسفر عن تغيرات في طريقة التعامل مع التحديات الدولية. وعلى رغم أن كثيرين في الغرب يدركون مدى تنامي القوى الآسيوية، فإن هذا الإدراك لم يُترجم إلى استعداد حقيقي، وهنا يكمُن الخطر ألا وهو أن الدول الغربية تكرر أخطاء الماضي عندما برزت ألمانيا واليابان على الساحة ودخلتا في حروب مع القوى الاستعمارية كانت لها نتائج مدمرة على العالم كله. الكاتب حذر من أن القوى الاقتصادية المتنامية لبعض بلدان آسيا، خاصة الصين والهند، تتم ترجمتها إلى مزيد من القوة السياسية والعسكرية، ما يُنذر باحتمال اندلاع صراعات، خاصة وأن هناك مناطق توتر داخل القارة الآسيوية منها: جزيرة تايوان وشبه الجزيرة الكورية وكشمير.


وعن نمو الاقتصاد الصيني، وتحت عنوان "الخرافة الكامنة وراء المعجزة الصينية" أشار"جورج جيلبوي" الباحث في مركز الدراسات الدولية بمعهد "ماساتشويتس" للتقنية، إلى أنه على رغم أن بكين تسيطر، أكثر من أي وقت مضى، على نسبة كبيرة من التجارة الدولية، فإن الصناعات الصينية فائقة التقنية تهيمن عليها شركات أجنبية، وهذه الأخيرة من غير المتوقع، في المستقبل القريب، أن يتم استبدالها بأخرى صينية، ذلك أن سياسات الحزب الواحد التي تنتهجها بكين فرخت ثقافة تجارية يسودها الجبن، ما يحُول دون تطوير تقنيات أساسية وضرورية لهذه الصناعات، الأمر الذي يُبقي الشركات الصينية المتخصصة في هذه الصناعات تابعة للغرب أو معتمدة اعتماداً كبيراً عليه.


وحول قضية الاحتباس الحراري، كتب الرئيس التنفيذي لشركة British Petroleum "جون براون" تقريراً أشار خلاله إلى أنه بدلاً من أن ينعي العالم "بروتوكول كيوتو"، يجب البدء في التحرك عبر خطوات قصيرة للحد من انبعاثات ثاني أكسد الكربون ومن خلالها يمكن تحقيق تحسن ملحوظ. وحسب الكاتب يدرك القطاع الخاص أهمية القضية، والجهود التي يبذلها هذا القطاع ستكون في غاية الأهمية خاصة في مجال رفع كفاءة الوقود الأحفوري، وتطوير بدائل أخرى للطاقة. ويتعين على حكومات الدول المتقدمة إجراء بحوث جديدة في هذا المجال والدخول في شراكة دولية لمواجهة هذه القضية.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"العلوم الإنسانية": العلم والخراساني وعزة والتحول اللغوي


ضم العدد الأخير من "المجلة العربية للعلوم الإنسانية"، جملة من الدراسات والمعالجات القيمة، تناول أحدها تاريخ العلم العربي ومناهج دراسته، واستهدف كاتب الدراسة خالد أحمد محمد قطب التعرف على محاولة المؤرخ رشدي راشد في إعادة النظر في تاريخ العلم عامة وتاريخ العلم العربي خاصة، ومنهجيته في نقد المناهج التأريخية التقليدية، وكونه اعتبر أن دراسة تاريخ العلم لابد أن تستند إلى التحليل الدقيق لمفاهيم ذلك التاريخ ونظرياته والكشف عن شروط تشكل المعرفة العلمية عبر التاريخ، لهذا أبان رشدي راشد عن خصائص العلم العربي وملامح العقلانية العلمية العربية.


وفي دراسة أخرى يتناول حسن محمد النابودة "مقتل أبو مسلم الخراساني وأثره في الأوضاع السياسية للخلافة العباسية"، وذلك عبر تتبع الروايات المختلفة ذات العلاقة بالصراع بين أبي جعفر المنصور وأبي مسلم الخراساني، وينتهي إلى أن مقتل الخراساني كان ذا نتائج خطيرة على النظام السياسي العباسي، إذ أحدث انقلابا جذريا في نظام الحكم الإسلامي، من خلال انتهاج سياسة القتل والتصفية الجسدية للمعارضين، وانفراد الخليفة باتخاذ القرارات العليا دون الرجوع إلى أصحاب الحل والعقد، ومن ثم فقدان الثقة بالخليفة وسياسته.


وتتناول دراسة لمحمد الحلحولي "صورة عزة في شعر كثيِّر بين التقليد والتجديد"، ويحللها في أطر ثلاثة: أولها الإطار الموضوعي للصورة، وثانيها الإطار التشكيلي لها، وثالثها الإطار البنائي، ويؤكد أصالة الصورة عند كثيِّر وتجديدها في إطار النظرة الكلية للقصيدة.


وتلقي دراسة لأحمد الخليل بعض الضوء على ظاهرة السادية والمازوشية في شعر الغزل الأموي، وعلى تقاطعات الحب والحرب في ذلك الشعر، إضافة إلي البنى السيكولوجية والميثولوجية المؤسسة لتينك الظاهرتين.