لفتت الإجراءات الأمنية المشددة التي يتم فرضها في أي مكان يتوجه إليه الرئيس بوش أنظار الجميع، والكل يتساءل لماذا وصلت الولايات المتحدة إلى هذه المرحلة؟ ولماذا هذه الإجراءات الصارمة؟ الإجابة تكمن في أن ثمة مخاطر حقيقية تتعرض لها الولايات المتحدة وهو ما جعلها تخوض حرباً طاحنة ضد الإرهاب. لكن هناك قضايا أخرى جعلت تأمين زيارات الرئيس الأميركي حملاً ثقيلاً، فهناك معارضو السياسة الأميركية سواء ما يتعلق بالحرب على العراق أو دعم إسرائيل أو انتهاج سياسات أحادية في قضايا دولية مهمة كالاحتباس الحراري والدرع الصاروخي...الخ، وكأن هذه الإجراءات الصارمة ضريبة للأحادية الأميركية.
الملفت أن زيارات الرئيس بوش الخارجية عادة ما تكون مصحوبة بتظاهرات عارمة تندد بالحرب على العراق، وهو ما يوجه رسالة إلى الإدارة الأميركية مفادها أن السياسات التي تنتهجها هذه الإدارة لا تحظى بالقبول الشعبي سواء في أوروبا الحليف التقليدي لواشنطن أو في البلدان التي دأبت على معارضة السياسة الأميركية. كل هذا الصخب يجب أن يلفت انتباه صناع السياسة الأميركيين إلى ضرورة وضع الرأي العام الدولي محل اعتبار، سيما وأن صورة الولايات المتحدة بدأت تتغير سلباً في السنوات الثلاث الأخيرة.
أسامة محمد - أبوظبي