بعد يومين سيتسلم العراقيون السلطة من قوات التحالف، وهو ما يدشن مرحلة جديدة في عراق ما بعد صدام حسين. الجميع يأملون في عراق خالٍ من الإرهاب والعنف، عراق يسوده السلام والاستقرار، عراق ديمقراطي يتمتع شعبه بحريات سياسية وإعلامية. غير أن تسليم السلطة إلى العراقيين يحمل في طياته مسؤوليات جساماً أهمها أن العالم كله سيكون حكماً على أداء الحكومة العراقية الانتقالية، ما يعني أن أية بوادر فشل أو تقصير ستعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتُبقي على قوات التحالف أكبر وقت ممكن في العراق، وهو سيناريو لا يقبله العراقيون ولا دول الجوار. وإذا كان المجتمع الدولي يرغب في مساعدة هذه الحكومة، فعليه أن يساهم في إعداد الكوادر العراقية الطموحة للقيام بمهامها خاصة الأمنية منها، سيما وأن الأداء الأمني لحكومة علاوي سيكون محور تقييم رئيسي لنجاحها أو فشلها.
العراقيون باتوا الآن على أعتاب مرحلة مفصلية تحمل في طياتها تحديات ضخمة تستوجب الوحدة الوطنية ومزيدا من التكاتف السياسي لدرء المخاطر المحدقة بالعراقيين.
فارس محمود - بغداد