أخيراً اعترف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بأن المنظمة الدولية عاجزة عن القيام بأي شيء لمنع حكومة شارون من الاستمرار في تدمير منازل الفلسطينيين. هذا الاعتراف المتأخر الصادر من أكبر مسؤول في المنظمة الدولية يعكس مدى سلبية المجتمع الدولي في التعامل مع معاناة الفلسطينيين، لكنه في الوقت ذاته يبرز مدى انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، سيما وأن واشنطن التي تهيمن على القرار الدولي ستقف حجر عثرة ضد أي محاولة عربية كانت أو دولية لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية، أو الضغط على شارون لوضع حد لممارساته اللإانسانية. الغريب أن الولايات المتحدة تُقيم الدنيا ولا تُقعدها بعد أن ينفذ الفلسطينيون أية عملية - كبيرة أو صغيرة- ضد الإسرائيليين، وبدا واضحاً أن الرئيس الأميركي لا يستطيع المغامرة بعلاقاته مع اليهود من أجل استرضاء الفلسطينيين.
وفي رأيي أن العجز الدولي تجاه القضية الفلسطينية ينطوي بالأساس على تحيز مبطن أو مستتر، فمعظم الدول الحليفة لواشنطن لا تستطيع الإعراب عن رفضها الصريح للسياسة الإسرائيلية.
لكن ثمة تساؤلات تطرح نفسها الآن: لماذا هذا العجز الدولي؟ وإلى متى يظل العالم متفرجاً على الانتهاكات الإسرائيلية؟ وهل ازدواجية المعايير التي تعاني منها الولايات المتحدة انتقلت إلى المنظمة الدولية؟ وكيف تتسنى للمجتمع الدولي مكافحة الإرهاب في ظل نظام دولي غير عادل؟
أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات كفيلة برسم ملامح المشهد العالمي الراهن الذي يعاني من مرضين مزمنين: الأحادية المفرطة والسلبية الدولية.
عصام عبد الحكيم- دبي