ها هي مركبة " سبايس شيب وان" قد أنهت رحلتها الفضائية بنجاح وقد جعلت من إمكانية الاستيطان على سطح الكواكب عملية ممكنة، سيما وأن القطاع الخاص هو الذي موّل هذه الرحلة. ويمكن أن تكون هذه الرحلة بداية لرحلات متكررة ليبدأ حلم سكان الأرض يتحقق برحلات غزو للكواكب، والإقامة لفترة سياحية ثم العودة. وربما فكر البعض في استيطان الفضاء، لكن ليس قبل عملية توزيع الملكية وتقسيم الأراضي ورسم الحدود وبناء المنشآت السياحية. ومن يدري ربما كانت هناك أقوام شبيه بالهنود الحمر أم مخلوقات تعبت من صراعاتنا على كوكب الأرض وسبقتنا إلى هناك، وربما ترفضنا الكائنات الفضائية لأننا سوف ننقل معنا نزاعاتنا وأطماعنا ومعتقداتنا ورغباتنا. وهنا يتبادر مباشرة إلى الذهن تساؤل مهم: إذا كان إستيطان الفضاء على وشك أن يصبح حقيقة، فهل يحق لشارون وخلفه قطعان المستوطنين- الذين يعتبرون أنفسهم " شعب الله المختار" ويعتبرون فلسطين "أرض الميعاد"- أن يمتلكوا أو يستوطنوا من أرض كوكب آخر شبراًَ واحداً وفي هذه الحالة سيكون استيطانهم خرقاً للوعد الإلهي ومخالفة لبنود التوراة والتلمود، أم أن مسألة العقدة اليهودية التي أوجدتها وتغذيها المعاهد والمؤسسات الصهيونية سوف تكون السباقة إلى ابتكار مبررات جديدة ومحرقة جديدة ووعد إلهي جديد ينقل أزمة القرن الحادي والعشرين إلى أرض ميعاد أخرى فوق كوكب آخر وتوأمتها مع أرض فلسطين؟ ليس من المستبعد، لأن القول: "من يملك المال يصنع القوانين " قول صحيح، فكيف إذا كان يملك المال والقوة معاً؟ إنه مجرد سؤال.
شوقي أبو عياش-لبناني- مقيم في غينيا