بعد أن تفاءل العراقيون بتشكيل الحكومة الانتقالية، وبعد أن رحبت دول المنطقة بمضي الولايات المتحدة قدماً في عملية نقل السلطة إلى العراقيين، جاءت تصريحات نائب وزير الدفاع الأميركي "بول وولفويتز" مخيبة لآمال الجميع، فالرجل الذي كان أبرز مهندسي الحرب على العراق يظهر على الساحة مجدداً، لكن ليس كمحرض على الحرب بل هذه المرة يعود إلى الواجهة كمروج للاستبداد والتسلط، فوولفويتز صرح قبل يومين بأن الولايات المتحدة قد تفرض الأحكام العرفية في العراق، وهو ما يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي الذي أعلن أنه لن يفرض قانون الطوارىء في بلاده.
الغريب أيضاً أن نائب وزير الدفاع أكد أن بلاده ستُبقي سيطرتها على أموال العراق حتى بعد انتقال السلطة نهاية يونيو الجاري، ما يعني أن السيادة الكاملة التي تحدث عنها الرئيس بوش محض هراء. تصريحات "وولفويتز" جاءت مخيبة للآمال، خاصة في وقت يأمل فيه العراقيون السير قدماً على طريق السيادة الكاملة والاستقرار، وقد تكون هذه التصريحات أداة لتحريض تنظيمات عراقية متطرفة هدفها إشاعة الفوضى في البلاد.
قد يكون من الكياسة أن يمتنع المسؤولون الأميركيون عن اطلاق تصريحات قاسية لا تخدم الاستقرار في العراق، خاصة في هذه المرحلة، ذلك لأن العالم كله يرغب في أن يعم الاستقرار بلاد الرافدين لأن حالة الفوضى لن تخدم أحداً سوى الإرهابيين وأعداء الولايات المتحدة. ويتعين على إدارة بوش أن تمد يدها للحكومة العراقية الجديدة كي تتحمل هذه الأخيرة مسؤولياتها ولا تركن لدعم قوات التحالف، سيما وأن هذا الدعم لن يستمر إلى الأبد.
أحمد ربيع - أبوظبي