ليس من شك في أن التغيير أمر مطلوب على الدوام، وأنه حالة مدهشة من الإضافة على روتين يومي يكاد يتحول إلى واقع مزمن من الملل والسأم.
ويذهب هذا التغيير نحو أسئلة عما إذا كان تغييراً كثيراً للأفضل، أم أنه انتكاسة معلنة للخلف بجدارة وبفن أصيل!.
هذه الأسئلة تأتي حين يأتي التغيير إلى أبواب بيوتنا ويطرقها وربما دخلها دون استئذان، وهو الأمر الذي يباغت انتظارنا له على أمل أن أموراً كثيرة ستعود إلى نصابها أخيراً.
وتغيير شاشة فضية فضائية بكل تفاصيلها، تغيير يحتاج إلى غربلة، ودراسة وتأن واضح لإشهار شكل ممتع ومسلٍّ دون السقوط في شباك الرقابة والتقليد.
ومع التغيير تأتي أسئلة أخرى عميقة وملحة، كم من الأموال أنفقت على هذا التغيير؟ لتبدو بعدها الأرقام كأنها عمليات مفجعة لشواهد ما كان وما هو كائن، بمعنى أن الأرقام الكبيرة والتي تتوج كل أعمال التغيير مثيرة للأسئلة والاستفهام وراسمة لعلامات تعجب تسد طريق الموضوعية في تقييم هذا التغيير.
خاصة وأن هناك من الوجوه ما لا يستحق أن يكون صاحب رقم خيالي كالذي تعرف عليه حسابه البنكي الخاص، وذلك ضمن حدوده المتواضعة في المساهمة في إنجاح التغيير، والتي بسبب تواضع مواهبه يحقق إخفاقاً يشبه تماماً الرقم الفلكي الذي يتقاضاه.
لا خير من إغراء مادي للذي يسهم في تغيير مؤثر، ولكن أن يكون من لا يستحق لمواقع غاية في الحساسية ومن شأنها أن تكون سبباً في تحقيق مكاسب اقتصادية جمة، وإلا ما سبب استضافته والاحتفاظ به ما لم يكن سبباً في إنجاح مفاصل التغيير المتعددة، والتي تحتاج إلى روح مؤثرة، فلأنه يحدث ما لا يمكن إحداثه وتصنيف جديد مدهش كسماء لا يعرفها طير أو جناح سنونو.
لذلك تكثر الاستفهامات حين لا يكون التغيير بذلك التوقع، وتكثر الأسئلة فيما إذا كان هذا المقلد لغيره، ثقيل الظل والطلة يستحق هذا الإنفاق الخيالي، وتكثر الاعتراضات حين لا يكون الجو كما يجب، بعيداً عن روح الفريق.
ثم أليس التغيير فرصة اكتشاف لمواهبه الكامنة، أين ذهب اكتشاف الوجوه المواطنة، ولماذا يأتي استبعاد ابن البلد لأنه ببساطة لا يملك الخبرة؟. هي أحاديث مفرطة في المبالغة وفي نقد الآخر دون أحقية ودون مصداقية في الطرح.
ويذهب التغيير إلى التفريط في مواهب وكوادر كانت تنتظر الفرصة لتكافأ بإبعادها تماماً.
وعوداً على بدء. الأرقام الفلكية التي أحدثت التغيير تبحث عن إجابات واضحة، لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟. لأنها ببساطة شديدة أرقام ذات مذاق شهي لمزيد من الأسئلة والاستحقاق لمن كان فاعلاً في التغيير.
هل سيكون هناك سؤال آخر حول شفافية الآراء المضادة للواقع؟ وهو سيكون هناك سؤال لمن اعتبر الأرقام ليست ضمن اهتماماته من أين لك هذا؟... ربما!.