يوم أمس احتفل العالم بيوم اللاجئين، ولا شك أن هذا اليوم يحمل أسى وحسرة لملايين الفلسطينيين الذين حال الاحتلال الإسرائيلي دون بقائهم في وطنهم. الغريب أن إسرائيل، في حد ذاتها، تُعد تجربة فريدة من نوعها فلأول مرة في التاريخ البشري تقوم أقلية مدعومة بالمال والسلاح بطرد السكان الأصليين وتشتيتهم. يوم اللاجئين هذه المرة يذكر الفلسطينيين بضرورة التمسك بحق العودة كخيار استراتيجي لا مناص منه، حتى وإن كانت المفاوضات التي ينوي الإسرائيليون الدخول فيها تسير في الاتجاه المعاكس.
ولا يخفى على أحد أن التنازل عن حق العودة سيفقد الفلسطينيين ورقة تفاوضية مهمة، ذلك لأن النمو الديمغرافي الطبيعي يسير في صالح الفلسطينيين، وهو ما يجعل تل أبيب تماطل وتسوّف في تدشين الدولة الفلسطينية لأن الدراسات المستقبلية تحذر من أن اليهود سيصبحون خلال العقود المقبلة أقلية داخل إسرائيل، فما بالك بعودة اللاجئين؟ صحيح أن تل أبيب لا تقبل عودة اللاجئين الفلسطينيين، لكنها بهذا الموقف المتطرف تتناقض مع نفسها، فكيف تشجع الدولة العبرية قدوم اليهود من شتى بقاع الأرض للعيش في إسرائيل في حين تمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم؟ حقا إنها مفارقة عجيبة.
عماد محمود - أبوظبي