ليس أمام الإرهاب في العراق، إلا أن ينهزم. وليس أمام العراقيين من خيار، سوى الانتصار عليه، مهما كان الثمن. لقد اغتال الإرهابيون البسمة على شفاه العراقيين، وواصلوا جرائمهم لاغتيال السلطة والسيادة التي يناضل العراقيون من أجل انتزاعها من الاحتلال، وهم يحاولون بناء قواهم الذاتية للوقوف على أقدامهم، ليثبتوا للعالم أنهم قادرون على استلام السلطة والسيادة من المحتل، بحلول الثلاثين من الشهر الجاري. إنهم يستهدفون آمال العراقيين ومستقبل أجيالهم وتطلع أبنائهم نحو غد افضل. إنهم يكرهون فرحتنا، فأي نوع من البشر هؤلاء؟ بعد مرور أكثر من عام، حصحص الحق وبانت أهداف الإرهاب في العراق، فتأكد العراقيون أن الإرهاب يستهدف العراق وليس الاحتلال، ويستهدف السلطة والسيادة، ويستهدف المواطن العراقي البريء والحريص على بلده وشعبه، وليس الجندي الأجنبي. من يستهدف إنهاء الاحتلال، لا يقتل الشرطي العراقي الذي يبذل قصارى جهده من أجل أن ينجح في مهمته، لينتزع الدور والسلطة من الاحتلال.
ما يجري في العراق ليس مقاومة أبدا، وإنما هو إرهاب بكل المعايير، لأن شرط المقاومة أن تمتلك مشروعاً سياسياً باستراتيجية واضحة وتكتيكات ناجحة تنتهي إلى إنقاذ البلاد من الاحتلال، كما أن المقاومة لا تستهدف المواطنين، وإنما تستهدف المحتل مباشرة .
إن قتل رجال الشرطة العراقيين، أو المواطنين المتطوعين للانخراط في صفوف القوات المسلحة العراقية الجديدة، لا يساعد على إنهاء الاحتلال أبداً، وإنما يطيل في عمره. كما أن تدمير البنى التحتية، يزيد من إصرار الشركات الأجنبية (الناهبة) على الاستمرار في نشاطها، كما يزيد، من جانب آخر، من معاناة العراقيين، فأية مقاومة هذه التي تدمر أنبوب النفط العراقي الذي يدر المال على العراق، ليعيد العراقيون بناءه ويحسنوا من مستوى معيشتهم؟
نزار حيدر - واشنطن