يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينطبق عليه المثل الشهير "قطة بسبع أرواح" ذلك لأن هذا الرجل يفلت كل مرة من العقاب، أو بالأحرى ينجو من السقوط بعد كل مأزق يمر به؛ فخلال العام الماضي حاول بعض الناشطين الفلسطينيين رفع دعوى قضائية أمام المحاكم البلجيكية لمقاضاة أرييل شارون على ارتكابه مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، لكن بعد ضغوط إسرائيلية لم يقم القضاء البلجيكي بالبت في القضية ليفلت رئيس الوزراء الإسرائيلي من العقاب. اللافت أيضاً أن هذا الرجل نجح في ركوب موجة الحرب على الإرهاب حيث استغل الموقف الأميركي واستخدم آلته العسكرية بما فيها الطائرات والصواريخ ضد المقاومة الفلسطينية مُدعياً أنه يقف في الخندق نفسه الذي تقف فيه إدارة بوش، وهي محاولة شريرة الهدف منها خداع الرأي العام العالمي والخلط بين مفهومي المقاومة المشروعة والإرهاب.
وقبل شهور ثارت ضجة في الشارع الإسرائيلي بعد أنباء تواترت عن تورط شارون ونجله "جلعاد" في تلقي رشىً من أحد رجال الأعمال للموافقة على مشروع "الجزيرة اليونانية"، بيد أن القضاء الإسرائيلي نفى قبل أيام التهمة عن شارون مخيباً بذلك آمال من توقعوا أن تعصف هذه الفضيحة بمستقبل شارون السياسي. وخلال الشهور الماضية ثار الشارع الإسرائيلي بكل أطيافه ضد قرار شارون التخلي عن مستوطنات غزة لكن لم يتأثر رئيس الوزراء بهذا الرفض. وقبل أيام تسربت أنباء عن كشف أجهزة الأمن الإسرائيلية محاولة لاغتيال شارون في مكتبه. ويبدو أن التطرف الذي يعم الساحة الإسرائيلية سيُبقي على هذا الرجل فترة طويلة ما يعني مزيداً من المعاناة للفلسطينيين.
إسماعيل محمد - دبي