مات الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان موتأً طبيعياً نتيجة لمرض ألم به ولازمه لفترة, مات عن عمر يناهز 93 عاماً. وهنا وفي هذه الحالة نؤكد أن الموت حق وسنة الخالق في خلقه. لكن من يرى المشاهد اليومية لسقوط الأطفال والنساء والأبرياء بالتدمير والتفجير والتهجير بلا حق ومناقضاً للإرادة الإلهية ولكل الشرائع والقيم, يدرك أن ثمة تجارة اسمها تجارة الموت. ويكفي أن نرى شريط الأخبار المتحرك على الشاشات حيث تقرأ: سقوط 20 قتيلاً و50 جريحاً في بغداد ويتابع الشريط سقوط 8 قتلى و20 جريحاً في فلسطين وإلى آخر الشريط تتابع الضحايا التي لا نعرف أسمائها ولا حتى تجد من يقيم لها مراسيم الدفن والعزاء, أو حتى نقدر على موارات أجسادها لأنها تحولت إلى أشلاء. هؤلاء الضحايا ألا يستحقون منا نظرة أخيرة؟ ألا يستحقون موقغاً للعزاء أو دقيقة صمت؟ هؤلاء الضحايا الأبرياء من أجل من ماتوا؟ من أجل الأقوياء ومن أجل تجارة السلاح وتراكم الأرباح تزهق هذه الأرواح. إن كل ثمن رصاصة يمكن أن نشتري به رغيف خبز والرصاص الذي يطلقه البشر على بعضهم البعض في اليوم الواحد على هذا الكوكب يكاد يُطعم قارة بأكملها، وحتى الآن ما زلنا لا نعرف سبب المجاعة ولا نجد حلاً للأمراض الفتاكة ولا قادرين على تأمين دواء للمحتاجين والفقراء.
ضحايا الحروب والصراعات هل يجب أن يكونوا روؤساء وقادة كي نلقي النظرة الأخيرة عليهم ونقيم لهم العزاء؟! وهل سنوقف هذه المآسي أم ستستمر إلى اليوم الذي نقيم فيه للإنسانية بأكملها العزاء ونلقي النظرة الأخيرة عليها؟
شـــوقي أبو عياش - لبناني مقيم في غينيــــا