لا شك أن الأحداث الدامية التي يشهدها العراق بين الفينة والأخرى تترك في القلب حسرة سيما وأن هذا البلد كان طوال فترات زمنية طويلة ومتتابعة، منارة تستنير بها الأمم لما يزخر به من تراث وحضارة وقيم وأخلاق وعلم، حيث تخرج منه عدد كبير من العلماء العرب والمسلمين الذين بقيت أعمالهم وانجازاتهم خالدة يستفيد منها آلاف الطلاب في شتى أنحاء العالم. ولكن للأسف الشديد، وفي ظل المأزق الراهن الذي يمر فيه العراق، يتواصل عبث الدخلاء بأمن هذا البلد وأصبح الشعب العراقي المسكين في حالة يُرثى لها، وبات العراقيون أشبه بمن تكالبت عليهم الأمم من كل حدب وصوب.
مسكين هذا الشعب، عندما ظن أن زوال حكم صدام بجبروته وعذابه سيكون أفضل من حكم "البعث". لقد أصبح لدى العراقيين أمل في أن تتحسن ظروفهم المعيشية وينعموا بخيرات بلادهم ، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، ذلك لأن الرزوح تحت وطأة الإحتلال وما يتضمنه ذلك من فوضى وانعدام الأمن، أصبح مأساة لا يصدقها عقل، خاصة وأن دماء العراقيين تسيل كل يوم.
الغريب أن معظم الدول العربية تقف موقف المتفرج تجاه ما يجري في بلاد الرافدين، وكأن ما يدور هناك من أحداث لا يعني هذه الدول من قريب أو بعيد. وللأسف الشديد هناك من الدخلاء الذين استغلوا هذا الوضع وزادوا الطين بلة، وها هم يصبون الزيت على النار ليظل العراق مشتعلاً بنار الإضطرابات ويستمر الاحتلال وتواصل آلة الإرهاب جرائمها البشعة في بلاد الرافدين، ليصبح هؤلاء الدخلاء المتطفلون المستفيد الأكبر من خيرات هذا البلد ويستمر إرهاب هذا الشعب المسكين. وهذا ما يريده الاحتلال ليبقى أطول فترة ممكنة ينهب خلالها ثروات هذا البلد الذي عصفت به الحروب.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي