لا شك أنكم حزرتم من العنوان أنه مقتبس من إعلان معروف لمسحوق تنظيف يقال إنه يجعل كل شيء براقاً، وله 3 مواصفات أساسية: التنظيف، الرخص، والرائحة الجميلة.
مسحوقنا اليوم يضم 3 أخبار متفرقة، رخيصة، لكن لا علاقة لها بالنظافة أو جمال الرائحة بل العكس. وهي تصب في صفة واحدة: الكذب. ونبدأ بـ"ماما أميركا"-القدوة- التي اعترفت وزارة الخارجية فيها بعدم صحة التقرير الأمني الذي نشرته في 29 أبريل الماضي والذي جاء فيه أن عدد العمليات الإرهابية انخفض في العالم بفضل السياسة "الحكيمة" للإدارة الأميركية. وقد نشر التقرير في الوقت الذي لا يزال السيد أسامة بن لادن خارج غوانتانامو، في حين تسأل عن مكانه يوميا ولحظة استيقاظها من النوم السيدة رامسفيلد زوجة وزير الدفاع الأميركي الذي بات يفضل السفر المتواصل على أن يواجه بسؤالها، الذي لا يعرف إجابة له.
بعد الاعتراف بالذنب الذي سمي لحفظ ماء الوجه بـ"الخطأ... كون التقرير استند إلى معطيات غير دقيقة وخاطئة أحيانا". أعلن الناطق باسم الخارجية أن درجة الإرهاب ترتفع في العالم. وأوضح أن الوزارة "الميمونة" ستنشر حينما تتأكد من الوقائع الجديدة صيغة مصححة للتقرير، تتضمن تقويما مناسبا للتهديد الإرهابي. كذلك أكد "آخر من يعلم " الوزير كولن باول: أن الأخطاء سببها حداثة تأسيس مركز معلومات التهديدات الإرهابية، وقلة خبرته في تصنيف المعلومات... هذا وقد عجزت وزارة الخارجية الأميركية أيضا عن اكتشاف الاخطاء، تصوروا كل هذا الكذب وتقرير لجنة 11 سبتمبر حول تقصير الإدارة الأميركية في استباق تقصي الفاجعة لا يزال قيد الإعداد، فيما استقالة رئيس جهاز الاستخبارات جورج تينيت لم يجف حبرها بعد.
العفونة والخسة تنضح من الكذبة الثانية وبطلها رئيس قسم الأبحاث السابق في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية الميجر جنرال عاموس جلعاد الذي لفق تقويمات استخباراتية غير حقيقية وأقنع المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بها، ومنها أن الرئيس ياسر عرفات خدع الإسرائيليين بعد فشل محادثات طابا، وكامب ديفيد 2 بـ"التظاهر"باستعداده للتفاوض، وأنه مازال يؤمن بالقضاء على الدولة العبرية "بوسائل ديموغرافية".
وقد نفى رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق الميجر جنرال عاموس مالكا أن تكون الهيئة وضعت تقويمات استخبارية قبل اندلاع الانتفاضة ومفاوضات كامب ديفيد تفيد أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام وأن الرئيس ياسر عرفات لم يكن يعتزم التوصل إلى تسوية عشية ذهابه للمحادثات. وقال إن التقويمات كانت تشير إلى أن عرفات سيمنح العملية السلمية فرصة ويبذل كل جهد مستطاع لاستنفادها. ويستطرد مالكا: حللنا هامش مرونته (عرفات) وفي أي حال يمكن أن يوقع على اتفاق أو يرفض. وأضاف: بعد فشل محادثات طابا عمد جلعاد إلى ترويج نظرية المؤامرة عن عرفات لتصبح النظرية السائدة في إسرائيل. أما شيمون بيريز فقال: إن تقديرات جلعاد الغبية والمبالغ فيها حول غياب شريك فلسطيني ساهمت بشكل كبير في تغيير الحكم في إسرائيل وصعود نجم شارون في عام 2001 وبلورة خطة انفصال أحادي الجانب. تلك كذبة سفيه كلفت آلاف القتلى والمشردين واليائسين... فهل تعود عقارب السياسة الإسرائيلية إلى الوراء، أم أن هذه الكذبة مثل مئات غيرها وقعت "حفرا وتنزيلا" في خدمة "الحلم" العبري.
وأخيرا... كذبة "الريس" (بالإذن من عبدالناصر) جورج بوش الابن، الذي تبجح في مؤتمر صحفي في جورجيا بأن مسدس صدام حسين، الذي كان يحمله ساعة إلقاء القبض عليه، هو ملك أميركا، لأن جنود "الدلتا فورس" أحضروا له المسدس إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. نسي بوش دور الأكراد في وصول "الدلتا فورس" إلى الحفرة، ونسي "الأسرار" التي هدده بفضحها القادة الأكراد، ونسي أن صدام وكل ما يملك حتى هذا المسدس السخيف الذي لم يستعمله هو ملك العراق أولا وآخرا، إلا إذا اعتبر الرئيس الأميركي أن صنيعة الاستخبارات الأميركية يكون عادة ملكا لأميركا.