رقصة رشيقة في غزة؟... ومئة مغربي في "أبو غريب"


هل حقق بوش نصراً في قمة دول الثماني؟ وهل تنضم الصين يوما ما إلى مجموعة الأغنياء هذه؟ وهل سينسحب شارون حقا من غزة؟ وما الذي أتى بمئة مغربي إلى سجن أبو غريب؟ أربعة أسئلة نسعى لتجميع قصاصات عنها من صحافة باريس الصادرة هذا الأسبوع.


خلاف حقيقي


في صحيفة لوفيغارو، كتب لوك دي بروشيه مقالا اعتبر فيه أن أهم ما كشفت عنه قمة مجموعة الثماني الأخيرة هو عمق اختلاف وجهات النظر بين الرئيسين شيراك وبوش. إذ تبين أن التجاذب الحاصل بين الرجلين منذ أكثر من سنة ليس فقط متعلقا بالعراق، وإنما يمتد إلى موضوعات دولية كثيرة أخرى. والخطير فيما كشفت عنه القمة هو أن الخلافات أعمق بكثير مما كان يبدو ظاهريا. ويرى بروشيه أن لتحفظ شيراك على أي شيء يطرحه بوش، عدة أسباب: أولها، رغبته في عدم إعطاء الانطباع بأنه يدعم حملته الرئاسية ضد كيري، خاصة أن هذا الأخير يبدو في طرحه أقرب إلى رؤية الأوروبيين. ولذا راح شيراك مع بعض الحاضرين يعطون انطباعا خادعا بأنهم يقيمون نوعا من التوافق مع بوش، والحقيقة أن ما حصل كان أقرب إلى المقايضة في كل شيء، وذلك واضح في ما صدر من بيانات فضفاضة عن القمة. فالكل كان يريد أن يترك لبوش هامش الحديث عن إنجازات حققها، والكل أيضا كان حريصاً - وفي حالة شيراك بشكل استعراضي- على الظهور علنا بمظهر من أخذ مسافة كافية من مواقف الرئيس الأميركي في مجملها. ويرى بروشيه أن ما سجل من توافق شكلي في القمة يذكر بالطريقة التي تم بها التصويت بالإجماع على القرار الأخير المتعلق بالعراق في مجلس الأمن. وهذا يصدق أيضا على ما تم إعلانه من اتفاق بين مجموعة الثماني حول مشروع بوش الأسطوري المحبب إلى نفسه، المسمى "الشرق الأوسط الكبير"، الذي شكك فيه شيراك من الأساس. ويخلص لوك دي بروشيه إلى أن شيراك والأوروبيين عامة لا يملكون في الظرف الراهن سوى نوع من المسايرة الحذرة لبوش على أمل خسارته ووصول كيري إلى السلطة في البيت الأبيض. وسيكرر الأوروبيون هذا التمثيل الحذر معه في قمة دول الناتو في أسطنبول يومي 28 و29 يونيو الجاري. أما إذا أعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية فإن مثل هذه التمارين الدبلوماسية القاسية التي يمارسونها معه الآن قد تفيدهم في التأقلم مع الوضع ساعتها، وهو وضع لا يتمنونه بطبيعة الحال.


 الصين في مجموعة الـ9؟


وفي ذات العدد من لوفيغارو كتب جان جاك ميفيل مقالا تحت هذا العنوان أثار فيه قضية وجوب، أو عدم وجوب انضمام الصين إلى المجموعة لتصبح تسع دول. ومع أن بكين لم تطلب ذلك رسميا، إلا أن طلبها لو قدم سيكون معززاً. فبعد 25 سنة من النمو المتسارع والإصلاح الاقتصادي تفوق اقتصادها على روسيا وكندا وإيطاليا، وبسرعة لحق بفرنسا وبريطانيا، ثم أدرك ألمانيا، وأصبحت الآن باعتراف الجميع "دولة صناعية كبرى". وليس هذا فقط، بل إن تسارع النمو الاقتصادي المذهل جعل الآن الاقتصاد العالمي بأسره تحت رحمة تقلبات مزاج الاقتصاد الصيني، ولا أدل على ذلك من القفزات في أسعار بعض السلع بفعل نمو الطلب الصيني مثل النفط والصلب والصويا وغيرها. ويرى ميفيل أن الصمت – أو بالأحرى الحذر- إزاء المطالبة بضم الصين إلى نادي الكبار اقتصاديا، يعبر في الحقيقة عن مواقف سياسية، ولا يعبر عن واقع اقتصادي ماثل على الأرض. وهو موقف سياسي يتخذ مبررات وأعذارا تتراوح بين كون دول المجموعة ديمقراطيات في حين أن الصين ليست كذلك. ثم إن أحدا من جميع أعضاء النادي لا يرغب في الظرف الراهن في رؤية الفيل الصيني، أو الدول البازغة اقتصاديا الأخرى، يدخل دون مقدمات إلى معارض الخزف التي تقيمها المجموعة الأكثر ثراء في العالم.


فخاخ الانسحاب


 هنري جويرشون نشر مقالا اختار له العنوان أعلاه، في مجلة لونوفل أوبسرفاتور، متحدثا عن مفارقة توافق مواقيت المواقف السياسية مع مواعيد "الأحكام القضائية" في إسرائيل. والمقصود هنا، الإعلان عن الموافقة على خطة الانسحاب من غزة في ذات اليوم الذي حُكم فيه على مروان البرغوثي. غير أن هذه "الصدف" العمياء، يقول الكاتب، تثير من المخاوف أكثر مما تبعث من آمال. وعندما يقول رجل بدين بحجم شارون إنه سينسحب من غزة فليس معنى ذلك أن علينا الاستعداد لرؤية رقصة رشيقة خاطفة، وبعدها ينتهي كل شيء. على العكس سيتم الانسحاب على أربع مراحل تبدأ أولاها في مارس 2005، وسيظل معلقا في كل مرحلة بمشيئة حكومة لا شيء يضمن أنها ستبقى في مكانها وسط عواصف وتقلبات مزاج الشارع السياسي الإسرائيلي، ومفاجآته غير السارة الكثيرة. لن يكون الانسحاب على طريقة الانسحاب من جنوب لبنان في مايو 2000، الذي تم تحت جنح ليل وعلى حين غرة من الجميع. ويقول الكاتب إنه إذا كان يصعب تصور أن تتولى مصر مسؤولية مطاردة المتطرفين الإسلاميين،