هناك طائفة متزايدة من المنتجات الجديدة التي تخرج بها شركات الأدوية علينا من حين إلى آخر. ولعل آخر تلك المنتجات بخاخات محتوية على فيتامينات يتم رشها تحت اللسان عدة مرات في اليوم بدلا من تناولها بالطريقة العادية عن طريق الأقراص والكبسولات. وتقول شركات الأدوية المصنعة للبخاخات الجديدة إن الفيتامينات التي سيتم تناولها بهذه الطريقة، ستمتص في الجسم على نحو أسهل من ذلك الذي يتم به امتصاص أقراص الفيتامينات. والسبب في ذلك أن تناول الفيتامينات بهذه الطريقة سيمكننا من تلافي الحاجة إلى ضرورة ذوبان تلك الفيتامينات في المعدة أولا قبل أن يتم امتصاصها بواسطة أنسجة الجسم. ففي حالة استخدام بخاخات الفيتامينات سيتم رش الفيتامينات تحت اللسان أو على الأنسجة المبطنة للخد كي يتم امتصاصها مباشرة دون حاجة إلى الذوبان في المعدة ثم الامتصاص بواسطة الأمعاء الدقيقة حسب ما هو معروف.
"إن رش الفيتامينات تحت اللسان سيكون هو الأسلوب الأمثل لتناول الفيتامينات في المستقبل" هذا ما يقوله "روبرت تيستل" المدير العام لـمؤسسة مختبرات "ميكرو في جونستون" في ولاية "رود أيلاند"، والتي تقوم ببيع بخاخات فيتامينات محلاة بطعم الفاكهة أو بطعم السكر عبر الإنترنت، أو عبر بعض المتاجر العاملة في قطاع أغذية الصحة. وتلك البخاخات التي تكلف الواحدة منها ما يعادل 12،95 دولار تكفي للاستخدام لمدة تسعة أيام، بمعدل أربع بخات مرتين يوميا. ويقول "تيستل" إن بخاخات الفيتامينات مجرد قطاع صغير ولكنه متزايد باستمرار من قطاعات صناعة الفيتامينات، وهو قطاع يرى القائمون عليه أن هناك إمكانية لنشوء سوق كبيرة له في المستقبل.
"عندما تبتلع قرص دواء، فإن ذلك المقدار من القرص الذي يعمل في جسمك يعتمد على العديد من العوامل، منها على سبيل المثال لا الحصر: كم يبلغ وزنك؟ كيف يعمل نظام التمثيل الغذائي الخاص بك؟ هل تناولت القرص على معدة خاوية أم أنك تناولته مع الطعام؟ وفي أحوال كثيرة بل وكثيرة جدا فإن جسمك قد لا يستفيد من هذا القرص أبدا" يقول "تريستل".
بيد أن الخبراء في الصيدلة والكيمياء الحيوية، يقولون إنه لا يوجد دليل عملي مؤكد على أن رشات الفيتامينات يتم امتصاصها بشكل أفضل من الأقراص. كما لا يوجد أيضا دليل على أن تعاطي جرعات أصغر من الفيتامينات عدة مرات في اليوم، يمكن أن يجعل صحة الإنسان أفضل مما لو قام بتناول قرص فيتامينات يحتوي على مجموعة فيتامينات مرة واحدة مع طعام الإفطار.
"في الوقت الراهن يمكن القول إن أفضل طريقة تناول الفيتامينات هي تناولها من خلال أطعمة غنية بالفيتامينات أو كمكملات غذائية يتم تناولها عن طريق الفم" هذا ما يقوله "بيرتون كالمان"، رئيس قسم العلوم بالجمعية الوطنية للأطعمة الغذائية - متقاعد- وهي أكبر جمعية تجارية تمثل مصنعي وبائعي الفيتامينات. ويضيف "كالمان" قائلا: لقد تكونت قناة الإنسان الهضمية عبر ملايين السنين بحيث أصبحت قادرة على اتباع طرق معينة لامتصاص العناصر المغذية المختلفة... ومعظم الأشخاص الذين يتناولون الأقراص الدوائية التي يتم امتصاصها في القناة الهضمية، يحصلون على ما يكفيهم من العناصر الغذائية اللازمة لهم من خلال ذلك". ويضيف كالمان إلى ذلك قوله "إنه ليس من الواضح حتى الآن كيف ستقوم الأنسجة المخاطية الحساسة الموجودة في الفم بنقل الفيتامينات إلى مجرى الدم".
ويعترف منتجو تلك البخاخات الدوائية بأنهم لم يقوموا بإجراء تجارب تفصيلية يقومون فيها بمقارنة كل نوع من أنواع بخاخات الفيتامينات بما يقابله من أقراص وكبسولات، بحيث يمكنهم التأكد من درجة تأثير كل منهما وكفاءته. وهم يقولون إنهم قاموا بدلا من ذلك بالاستعانة بنتائج دراسات تم إجراؤها بشأن امتصاص الفم لأنواع معينة من الأدوية، مثل بخاخات "النيتروجلسرين"، وأقراصه التي يتم تعاطيها من خلال وضعها تحت اللسان من أجل تخفيف آلام الصدر بسرعة، كما قاموا كذلك بالاستعانة بنتائج دراسات أثبتت أن بعض الفيتامينات بما فيها فيتامين سي، وبي- 12، والنياسين، يمكن امتصاصها بسرعة وبسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم.
ولكن هؤلاء الصيادلة الإكلينيكيين يقولون إن ذلك لا يعني بالضرورة أن العناصر الغذائية الأخرى سيتم امتصاصها بالشكل نفسه أو أن الفيتامينات ستتفاعل بالطريقة نفسها عندما يتم تناولها بالمشاركة مع مكونات أخرى.
"إن كل نوع من أنواع المكونات النشطة له كيمياؤه الخاصة به، والتي تتحكم في الكيفية التي يقوم بها الجسم بنقل كل مكون من تلك المكونات من الفم إلى الدم". هذا ما يقوله "أنتوني ألمادا"، وهو كيميائي حيوي متخصص في الصناعات الغذائية، يعمل رئيسا لمجلس إدارة شركة "إيماجينيوتريشن" في "لاجونا نيجويل" بولاية كاليفورنيا، وهي شركات تضم مركز دراسات وبحوث غذائية يقوم بإجراء تجارب كيماوية وتصميم المنتجات.
ويقول "ويليام إم. دايهل" نائب رئيس قسم التطوير بمؤسسة معامل مايور الصيدلانية في فينيكس، والتي تقوم بتصنيع فيتامينات VitaMist التي يتم تناو