إلى متى ستظل الدماء الزكية تُسفك؟ أما آن الأوان لحقن الدماء تحت لواء حكومة عراقية انتقالية تمهيداً لتدشين حكومة منتخبة؟! ولكي يقف نزيف الدماء في بلاد الرافدين يتعين على الفئات المتصارعة أن تتخلى عن مصالحها الضيقة رأفة بشعب استُنزفت موارده وأقواته ومقدراته وتشرد أبناؤه ما بين أسير وشهيد.
أما آن للعراق المظلوم أن يضيء وأن يعود له الأمن والاستقرار والحرية، وأن يعمّر بعد خراب ودمار، وأن يلتئم الشمل الممزق؟ فكم من أم ثكلى وأب جريح لا يلتئم جرحه إلا برؤية ولده الأسير أو شفاء الآخر العليل، وتلك الأم الثكلى من يداوي جرحها سوى بسمة تُرسم على شفتي صغيرتها التي تنتظر مستقبلاً تأمن فيه على حياتها، وتشعر بدفء الحياة بين أسرة تناست جروح الماضي وآلامه الجسام.
أما آن للحلم أن يتحقق؟ فلئن باد أو هلك نظام يتمثل في شخص واحد، فالعراق غني بأبناء أباة مخلصين يستطيعون تدبير شؤونه. ولماذا لا يلتف أبناء العراق حول إخوانهم حرصاً على مصلحة العراق العليا، من وحدة صفه وحقن دماء أبنائه؟! إننا يجب ألا نتّبع الهوى ما دامت المصلحة العليا والهدف الأسمى هما صون البلد وأمنه لا شخصاً بعينه.
فلماذا هذا العناء؟ فلننبذ الهوى ولنسمع لولاة الأمور، وكفى ما أُريق من دماء وما أُزهق من أرواح ما دام العراق سيحكمه ويتولى أمره أبناؤه. ومن الأهداف الاستعمارية لغزو العراق أن ينشغل العرب عن فلسطين وأن تُشتت جهود المسلمين بين فلسطين والعراق، وحينئذ يُمعن اليهود في القتل والهدم والتخريب تحت هذا الستار، ولا يخفى ما حدث في رفح وغزة، فخير للعراقيين في هذه الحقبة أن يوقفوا المواجهات المسلحة ويعلنوا ولاءهم للحكومة الحالية، حتى تتوحد الجهود وتتجه لخدمة القضية الفلسطينية.
سليمان العايدي - أبوظبي