على غرار القصة المشهورة "أليس في بلاد العجائب" للكاتب العالمي (لويس كارول)، تتراءى لنا قصصا ماثلة حية تروى لنا كل يوم، فمن قرأ هذه القصة قد يرى أننا نعيش الآن أحد فصولها الشيقة ذات السيناريو الأميركي الأخاذ. فها هو ذا بوش الابن يأخذ قيلولته -كالمعتاد- في كل صباح ليجد نفسه في مملكة القلوب وفي ضيافة "سيدة القلوب الشارونية" التي لا تنفك تحرك كتائب جنودها الورقية من دول ديمقراطية كانت أو جمهورية أو حتى اشتراكية أيضاً، فما الفارق بين تلك الجنود مادامت مصالحها المالية والكرسية مخبأة في تلك العصا السحرية.
ذلك بينما تغدو العزيزة "أليس" وتروح بين البساتين فتتمايل مع اغصانها وتشدو بريحان أزهارها وإن سقطت وهي تعدو فتكدمت يداها أو ترضض وجهها، سارع أرنبها "بلير" فكفكف دمعها وعالج جرحها.
وعندما يحين وقت اللعب تُنادي سيدة القلوب الجميع لتلعب لعبة "الكروكيت" التي لا تخسر فيها الملكة طبعا. وهل يُعقل أن تخسر الملكة!! وإن حدث واخطأت الملكة في إحراز هدف، ذهبت إلى شيء من جنودها فاعدمتهم. يا حرام تقول "أليس"!! فتبكي بدموع التماسيح وتواسي حزنها بأن تقول: وما الداعي، فهم رجال من ورق، وغدا تنبت الأشجار غيرهم!!
حتى إذا جاء آخر النهار، ذهبت العزيزة "أليس" لتأنس في حضرة سيدة القلوب داخل أسوار قصرها، فراحت تمرح مع الجنود الورقية، وتضحك معهم لتواسيهم من وطأة سيدة القلوب "الغاشم"، فلا تنفك تداعبهم حتى إن استمالتهم أخذت غايتها منهم في خدمتها - وهم في رضا تام. ولم لا وهي ملاذهم الذي تصبوا نفوسهم إليه. حتى إذا أمسى الليل وجاء وقت العشاء نادت سيدة القلوب ضيفتها "أليس" وأرنبها الشقي "بلير" وبعض كبار حاشيتها الأوروبية فتسامروا معا ضحكاً ولهواً، لتقوم أليس المسكينة بإخفاء شيء من فتات الخبز لتوزعه بعد ذلك على كتيبة الحرس الورقية شفقة ورأفة.
سيف السيفي - أبوظبي