واشنطن تخطط لسحب قواتها من أوروبا... و"كيري" يعارض الدرع الصاروخي


أصداء استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية. والمنافسة بين "كيري"و"بوش" على كسب أصوات"الكاثوليك". وخطة "البنتاجون" لسحب القوات الأميركية من أوروبا. ووعود مرشح الديمقراطيين حول تطوير الجيش. أربع قضايا شملتها جولتنا الأسبوعية في الصحافة الأميركية.


استقالة "تينيت"


"نقطتا ضعف أصابتا وكالة الاستخبارات المركزية خلال السنوات الأخيرة: نوعية المعلومات، وطريقة استخدامها. إن الرحيل المتأخر لمدير الوكالة ربما يفتح الباب أمام تحسينات لا مناص منها في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية في زمن الحرب على الإرهاب"، هكذا استهلت "بوسطن غلوب" افتتاحيتها مشيرة إلى أنه أياً كان الشخص الذي سيخلف "تينيت" فإنه لن يضمن عدم تطويع المعلومات الحساسة لأهداف سياسية. وحسب الصحيفة بمقدور البيت الأبيض فقط ضمان هذه المسألة، فالرئيس بوش احتفظ طوال الفترة الماضية بمدير الـCIA لأن هذا الأخير سمح للإدارة الأميركية باستغلال مهام الوكالة لتحقيق أهداف سياسية. وفي عهد "تينيت" اعتمدت الاستخبارات المركزية، بصورة مبالغ فيها، على تحليل البيانات وبذلت جهداً محدوداً لإحياء دور العنصر البشري في جمع المعلومات، ناهيك عن فجوة الاتصال بين الـCIA والـFBI، وإفراط الوكالة في استخدام القوة ضد معتقلي "جوانتانامو" والمعتقلين الأفغان والسجناء العراقيين.


فشل متراكم


أما "النيويورك تايمز" فأشارت في افتتاحيتها إلى أن قصور الاستخبارات الأميركية لم يبدأ في الحادي عشر من سبتمبر أو في العراق، فإبان إدارة كلينتون ذُهل فريق "تينيت" عندما أجرت الهند- أحد حلفاء أميركا- تجارب نووية، ولم ترصد الوكالة قيام أحد العلماء الباكستانيين بتسريب تقنيات نووية في شتى بقاع الأرض.


وتحت عنوان "الجاسوس الذي انقضى عهده" توصلت "لوس أنجلوس تايمز" في افتتاحيتها إلى استنتاج مفاده أن استقالة "تينيت" لن تؤدي تلقائياً إلى جعل وكالة الاستخبارات المركزية أكثر فعالية، خاصة وأن الوكالة تأثرت خلال السنوات الأخيرة بالاعتبارات السياسية، ومن الصعب أن يدير نائب "تينيت" "جون ماكلولين" الوكالة بفعالية، فهو عنصر كفؤ لكنه- بعيداً عن نطاق الوكالة- يفتقر إلى الخبرة.


الصحيفة ترى أنه بمقدور الرئيس بوش مطالبة "صقور" وزارة الدفاع بأن يوقفوا منافستهم الخطيرة لـCIA، حيث دشنت الوزارة وحدة مستقلة للاستخبارات تجاهلت الوكالة، وقدمت لنائب الرئيس الأميركي صورة أشد سواداً عن نوايا وقدرات صدام حسين. وثمة اقتراح باستحداث منصب جديد هو "مدير الاستخبارات الوطنية" تكون له صلاحيات مالية تفوق جميع الوكالات الاستخباراتية بما فيها أجهزة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع. وهذا المدير يجب أن يعزز التعاون بين الوكالات الاستخباراتية، وإلا سيدشن بيروقراطية ضخمة باهظة التكاليف.


صراع على "الكاثوليك"


في معرض تعليقها على زيارة الرئيس بوش إلى الفاتيكان وتحت عنوان"بوش وكيري والمعركة من أجل الكاثوليك"، فسرت "ليندا فيلدمان" في كريستيان ساينس مونيتور الزيارة - وهي الثالثة للرئيس بوش منذ وصوله إلى الحكم - بأنها وسيلة لكسب أصوات "الكاثوليك" الذين يشكلون 23% من إجمالي الناخبين الأميركيين، سيما وأن "جون كيري" مرشح "الديمقراطيين" في انتخابات الرئاسة هو أول "كاثوليكي" بعد الرئيس الأسبق "جون كينيدي" يحظى بترشيح غالبية "الديمقراطيين". لكن هناك تغيرات جذرية طرأت على سلوك الناخبين مقارنة بالوضع الذي كان موجوداً عام 1960 (عندما فاز كينيدي "الكاثوليكي" في الانتخابات الرئاسية)، حيث كان الانقسام بين الكاثوليك والبروتستانت واضحاً (75% من الكاثوليك انتخبوا المرشح "الديمقراطي" " جون كينيدي" و75% من البروتستانت البيض انتخبوا المرشح الجمهوري "ريتشارد نيكسون". أما الآن وحسب "كينيث وايت" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الكاثوليكية، فإن الانقسام الحقيقي داخل المجتمع الأميركي يتمحور حول من "يؤدون الشعائر الدينية بشكل منتظم" وبين "من لا يؤدونها على الإطلاق". وحسب آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة CBS الإخبارية فإن مواقف الناخبين "الكاثوليك" تكاد تكون متطابقة مع الاتجاهات العامة لغالبية الناخبين الأميركيين. وعلى رغم ذلك يبذل بوش "البروتستانتي" قصارى جهده لكسب أصوات "الكاثوليك" خاصة في ولاية بنسلفانيا ذات الأغلبية الكاثوليكية التي صوت 53% من ناخبيها عام 2000 لصالح آل جور. أما "كيري" الذي يتبنى موقفاً مؤيداً للحق في الإجهاض وهو ما أقحمه في خلاف مع بعض الأساقفة "الكاثوليك"، فيحاول الآن حشد مؤيدين من أبناء طائفته، فمنذ شهر عيّن في حملته الانتخابية مديراً للشؤون