أمام الحكومة العراقية الجديدة مهام جسام وصعبة خلال العام الحالي والمقبل في مقدمتها الإعداد للانتقال بالبلاد إلى الديموقراطية الكاملة وتدعيم أركان الأمن والاستقرار والالتفات إلى مسيرة التنمية والبناء لا سيما وان الحكومة الجديدة التي شكلت بجهود مقدرة من مجلس الحكم الانتقالي السابق ومن الأمم المتحدة والتي نتمنى أن تستمر وتوسع هذه المهمة في المستقبل ، تحظى بإجماع وقبول محلي وترحيب دولي واسع يرافقه تحرك سياسي أممي في مجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع العراق على طريق السيادة الكاملة.
الانجاز الذي تحقق وبجهود المخلصين من أبناء العراق بكافة أطيافهم يؤسس لبداية مرحلة أكثر صعوبة وتعقيدا لأنه سينقل البلاد إلى عهد جديد يفترض أن يسوده الأمن والاستقرار والازدهار لتعويض العقود العجاف التي عاشها العراق وذاق فيها ويلات الاستفراد بالسلطة والديكتاتورية وتبديد ثروات البلاد على شعارات وأوهام ومراهنات أدخلت المنطقة وليس العراق فقط في متاهات ومصاعب جمة.
ولا شك أن الأسرة الدولية وفي مقدمتها دول ''التحالف '' تتحمل مسؤولية كبيرة إزاء هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة التي يعبرها العراق والتي تفصل بين عهد التخلف والعبودية وعهد الانطلاق والحرية ،وما تتطلبه هذه المرحلة التسريع في إعداد الأدوات اللازمة لها لإنجاح المهمة التي تقوم بها الحكومة العراقية الانتقالية والشروع الجدي في بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية وإنجاز المؤسسات المدنية والأهلية ليشعر العراقيون أنهم جزء أساسي من هذه العملية وأنهم شركاء حقيقيون في مسيرة بناء بلدهم ويمتلكون حرية اتخاذ القرار كما أكد على ذلك الرئيس العراقي غازي الياور في تصريحات صحافية له أمس والتي حدد فيها اولويات الحكومة العراقية الجديدة في الأمن وبناء المؤسسات ورحيل ''الأصدقاء ''بعد إنجاز مهمتهم وتولي العراقيين مسؤولية بلادهم.
العراقيون رغم صعوبة الظرف الذي يواجهونه وتعقيداته اثبتوا انهم على قدر عال من المسؤولية الملقاة على عاتقهم ودفعوا العجلة إلى الأمام ،وعلى ''التحالف ''والأسرة الدولية أن تدعم هذا التوجه وتخطو خطوات مهمة تواكب هذه النقلة على طريق إنجاز المهمة وتعبيد الطريق أمام الانتخابات في العام المقبل لاختيار الحكومة المنتخبة ووضع العراق من جديد على طريق السيادة الكاملة والحرية ليكون عضوا فاعلا في الأسرة الدولية وليعود ليمارس دوره الطبيعي في المنطقة.