إندونيسيا: ديمقراطية بلا رخاء... ودروس للصين من فضيحة "أبوغريب"


ما هي حقيقة الموقف الياباني من المسألة العراقية؟ وماهو الضرر الذي قد يلحق بأوروبا وآسيا في حال فشلت أميركا في العراق؟ وكيف يمكن تقييم الوضع في أندونيسيا بعد ست سنوات من الإصلاح؟ ولماذا تخطط الصين لتدشين منطقة تجارة حرة مع نيوزيلندة وأستراليا؟ وماهي الدروس التي تعلمها الصينيون من فضيحة "أبوغريب"؟ تساؤلات خمسة تُجيب عليها جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية.


الموقف الياباني


في افتتاحيتها المنشورة يوم أمس الإثنين، وتحت عنوان "بقاء قوات الدفاع الذاتي في العراق" خلصت "أساهي شيمبون" اليابانية إلى أنه إذا كانت طوكيو جادة في التزاماتها بالمشاركة في عملية إعادة إعمار العراق، فإنه يتعين عليها إقناع واشنطن بالسماح في أقرب وقت ممكن بتشكيل حكومة عراقية مستقلة، وعندئذ يتعين على اليابان توجيه سؤال إلى هذه الحكومة حول ما إذا كانت تريد بقاء القوات اليابانية في بلاد الرافدين. لكن إذا بقيت هذه القوات جزءا من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، فإن طوكيو ستترك لدى العراقيين انطباعاً مفاده أن اليابانيين يعطون الأولوية للموقف الأميركي. غير أن التساؤل الذي يتعين على طوكيو الإجابة عليه هو: كيف تستطيع اليابان التأثير على المجتمع الدولي لتحسين الوضع في العراق؟ من الواضح، حسب الصحيفة، أن الحكومة اليابانية تضع في اعتبارها موقف الإدارة الأميركية وفي الوقت نفسه ترغب في استغلال المسألة العراقية لتوسيع مهام وأنشطة قوات الدفاع الذاتي، ليصبح الشيء المفقود في هذه الحالة هو البحث عن الخيار الأفضل للعراق.


استقرار العراق


تحت عنوان "مصلحة مشتركة في استقرار العراق" خلصت افتتاحية "ستريتس تايمز" السنغافورية إلى استنتاج مفاده أنه بغض النظر عن الخلافات التي نشبت بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين قبيل الحرب على العراق، فإن هناك اتفاقاً على أنه ليس من مصلحة أحد استمرار الفوضى في بلاد الرافدين، التي لن تضر بمصداقية الولايات المتحدة فحسب بل ستؤدي إلى ظهور مشكلات في أوروبا الأقرب للشرق الأوسط والتي تعيش على أراضيها جالية إسلامية أكبر مقارنة بالولايات المتحدة. وبالنسبة لآسيا، فإنه إذا فشلت القوة العظمى في إحلال الاستقرار داخل العراق، فإن التنظميات "الجهادية" المنتشرة في القارة ستصبح أكثر قوة.


أندونيسيا والإصلاح


تقييم جهود الإصلاح الاقتصادي والسياسي في إندونيسيا كان محور مقال نشرته "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم أمس الإثنين للمحلل السياسي الإندونيسي "ثانج دي. ناجوين". الكاتب ذكّر بتظاهرات الطلبة في مايو 1998 وما تلاها من جرائم عنف راح ضحيتها ألف إندونيسي من ذوي الأصول الصينية الذين يشكلون 4% من السكان ويمتلكون75% من مؤسسات القطاع الخاص. "ناجوين" يرى أنه بعد ست سنوات من هذه التظاهرات، التي أطاحت بحكم سوهارتو، تبدو نتائج الإصلاحات الإقتصادية مخيبة للآمال. وحسب الكاتب كي تصبح الديمقراطية ذات معنى يجب أن تكون مصحوبة بنمو اقتصادي يمكن ترجمته إلى وظائف جديدة تمتص البطالة وتُمكّن المواطنين من تلبية احتياجاتهم اليومية. وحسب الكاتب، فإنه على رغم الاصلاحات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الست الماضية، فإن إندونيسيا حققت انجازات محدودة على الصعيد الإقتصادي، ذلك أنه بالإضافة إلى الفساد المستشري وغياب المنافسة تفاقمت البطالة بسبب عدم تحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع يضمن توفير وظائف لسكان الأرخبيل البالغ عددهم 220 مليون نسمة، فمعدل النمو الإقتصادي وصل العام الماضي إلى 4.1% وهو معدل منخفض مقارنة بحقبة "سوهارتو" حيث تراوح خلالها متوسط معدل النمو الإقتصادي ما بين 7 و 9%.


طموحات تجارية صينية


"الصين تخطط لإنشاء منطقة تجارة حرة مع نيوزيلندة وأستراليا"، هكذا عنونت مجلة "تشينا بيزنس ويكلي" الصينية أحد تقاريرها مشيرة إلى أن بكين خاضت خلال الآونة الأخيرة مفاوضات مكثفة مع هذين البلدين لإنشاء منطقة تجارة حرة مع كل واحدة منهما على حدة. المجلة فسرت التوجه الصيني بأنه يأتي نتيجة لتنامي العلاقات التجارية والاقتصادية مع البلدين، فصادرات نيوزيلندة إلى الصين تضاعفت خلال السنوات الست الأخيرة ليصبح العملاق الآسيوي رابع أكبر سوق للصادرات النيوزيلندية بعد أستراليا والولايات المتحدة واليابان.


وبالنسبة لنمو التجارة بين الصين وأستراليا فإن حجم التجارة بين البلدين تزايد بمقدار30% حيث وصلت قيمة التعاملات التجارية بينهما إلى 13.6 مليار دولار أميركي، كما أن الصين ثالث أكبر شريك تجاري لأستراليا.