:Harvard Political Review


العرب الأميركيون في الانتخابات الرئاسية


قضايا أميركية داخلية عدة تطرق إليها العدد الأخير من دورية Harvard Political Review التي تصدر- منذ عام 1969- كل ثلاثة شهور عن "معهد هارفارد للسياسات" التابع لجامعة هارفارد. وتحت عنوان "شروق قمرالعرب" ناقش "بول ديفيز وإيرك ليسر" موقف العرب الأميركيين من الانتخابات الرئاسية المقبلة. الكاتبان استهلا مقالهما برصد ما وصفاه ببوادر انهماك العرب الأميركيين في معترك السياسة الأميركية، ففي أكتوبر الماضي حضر مدير حملة الرئيس بوش الانتخابية وأيضاً سبعة من المرشحين "الديمقراطيين" في انتخابات الرئاسة، أحد المؤتمرات التي عقدها "المعهد العربي الأميركي"، وهو تطور لم تشهده السياسة الأميركية منذ عشرين عاماً عندما رفض "والتر موندال، نائب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، قبول تبرعات من الأميركيين العرب. كما أن ظهور شخصيات تنحدر من أصول عربية مثل: مرشح الرئاسة رالف نادر، ووزير الطاقة سبنسر إبراهام، والسيناتور جون سنو، أدى إلى بروز العرب الأميركيين بقوة على الساحة السياسية، إضافة إلى الحرب على الإرهاب التي سلطت الضوء عليهم.


وعلى رغم أن الأقلية العربية قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق المشروعية السياسية في الولايات المتحدة، فإن نفوذها وتأثيرها على السياسة الأميركية لا يزال غامضاً ومثيراً للجدل. الكاتبان خلصا إلى استنتاج مفاده أنه من الصعب اعتبار العرب الأميركيين كتلة تصويتية واحدة كونهم ينتمون إلى أصول عدة يُشكل المسيحيون ذوو الأصول اللبنانية نسبة كبيرة منها، ومن ثم يصعب عليهم الحديث عن القضايا العربية بشكل مؤثر. غير أن هذه الأقلية التي تتركز في ولايات: متشيجان وفلوريدا وبنسلفانيا، لديها إجماع على قضايا معينة خاصة في مجال السياسة الخارجية والحريات المدنية. وإذا شهد السباق الانتخابي فارقاً بسيطاً هذا العام في فلوريدا كالذي حدث عام 2000، فإن العرب الأميركيين المقيمين فيها والبالغ عددهم 225 ألف نسمة سيقررون في الخريف المقبل من سيتولى زمام الأمور في البيت الأبيض. وضمن هذا الإطار يحظى الرئيس بوش الآن بتأييد 34% فقط من العرب الأميركيين وذلك نتيجة تأييده لـ"القانون الوطني" الذي يرى العرب الأميركيون أنه يستهدفهم، وقراره الخاص بالحرب على العراق وتحيزه الواضح لإسرائيل. ولن يحرز بوش انتصاراً في نوفمبر المقبل ما لم يُقدم على تنازلات جوهرية في اثنتين من هذه القضايا، وهو سيناريو غير محتمل. وثمة جانب من المشكلة يكمن في مساهمة العرب الأميركيين المالية المحدودة في دعم مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة مقارنة بمساهمة اللوبي اليهودي ممثلاً في "الإيباك".


أما عن السباق بين مرشح الحزب الديمقراطي "جون كيري" و"بوش" فقد أشار أحد تقارير العدد إلى إنه كي يتفادى الأول تفوق الأخير في ولايات الجنوب فعليه الاهتمام بحشد أصوات الأقليات، وخاصة أن الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية يُصوتون عادة للحزب "الديمقراطي".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"عالم الفكر": الحروب والنزاعات الحدودية


تناول ملف خاص في العدد الأخير من فصلية "عالم الفكر"، قضايا الحروب الأهلية والنزاعات الحدودية. ففي دراسة للدكتور محمد جابر الأنصاري، يوضح من عنوانها أن "الحدود بين العرب: لتجاوزها... لا بد من تحديدها!"، وفي مطلع الدراسة يؤكد كاتبها على الأبعاد المعنوية والمادية لظاهرة الحدود، ويرى أن العرب في زمننا هذا يعانون إشكالية "حدود" ذهنية ونفسية تفصلهم عن العصر والعالم، بل تفصلهم كذلك عن الفكر العقلاني المتأصل في الحضارة العربية الإسلامية ذاتها. أما فيما يخص الحدود الملموسة في الكيان العربي، فيلاحظ الكاتب أن وحدة دائرة الحضارة العربية الإسلامية تاريخيا لم تتطابق معها، وذلك لأن الفراغات الصحراوية كانت بمنزلة "العامل الانفصالي" الأول في الحياة العربية المعاصرة.


وفي دراسة أخرى بعنوان "حدود فلسطين: مدخل إلى الاستعمار"، يقول كاتبها الدكتور سلمان أبو ستة إن فلسطين بلد له حدود واضحة، وإسرائيل بلد بلا حدود، وقد خلقت حدود الأولى لتكون مقدمة لخلق الثانية؛ "كان ذلك في بداية القرن العشرين، أما في نهايته فقد انكمشت فلسطين ذات الحدود إلى ما يشبه العدم، وتفشت إسرائيل في المنطقة إلى ما يشبه الوباء".


أما عن الجوانب النفسية للحدود، فتوضح دراسة للدكتور مصطفى أحمد تركي أن هذه الجوانب، فضلا عن كونها متعددة ومتداخلة، فهي مهمة وذات حساسية خاصة بالنسبة للأفراد والوطن والأمة، وذلك بفضل الرابطة التي تنشأ بين الأفراد والوطن والأمة منذ ال