الصفعة التي وجهها حزب الليكود إلى رئيسه أرئيل شارون تحمل أكثر من دلالة ورسالة سواء داخل الكيان الإسرائيلي أو خارجه خصوصا الشعب الفلسطيني الذي يقف أمام فوهة المدفع وتحت نيران القصف.. مرورا بالدول العربية والقمة المؤجلة التي ستعقد في مايو المقبل. واستفتاء الليكود والذي جاء برفض ساحق لخطة الفصل الأحادي والانسحاب من قطاع غزة التي تبناها شارون ولاقت دعما أميركيا غير مسبوق قفز على كل قرارات الشرعية الدولية ومرجعية السلام تطرح تساؤلا في غاية الأهمية هل هناك تطرف أكثر من التطرف الذي يتبناه وينفذه شارون بآلة الحرب القذرة التي يعملها في جسد الشعب الفلسطيني الأعزل ؟..الاستفتاء الليكودي يقول نعم هناك يمين يمين اليمين المتطرف في حزب الليكود وإسرائيل عموما الذي يرفض حتى حق العرب في الحياة "العرب تسمية يطلقها الإسرائيليون على الفلسطينيين في الداخل " وان ترك العرب يعيشون على أرض إسرائيل فيه الكثير من الكرم والتنازل الذي يجب أن يحظى بالشكر والثناء.
الاستفتاء الليكودي وان كان يحمل إعلان حجب ثقة عن رئيسه ارئيل شارون إلا انه يشير أيضا إلى أن حزب الليكود المتطرف يرفض الاعتراف بخطأ سياسة الحرب القذرة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني وهو الذي جاء بشارون إلى سدة السلطة في ظل الدوامة التي يعيشها الشارع الإسرائيلي الذي فقد البوصلة ونهج الصواب منذ تولي شارون زمام الأمور تحت تأثير الوعود بتحقيق الأمن والسلام له من خلال فوهات المدافع وصواريخ الطائرات والقفز على استحقاقات السلام مع الشعب الفلسطيني وركوب موجة 11 سبتمبر لتحقيق أغراضه وضمان الدعم لسياساته العدوانية والتوسعية.
بأي حال من الأحوال نتيجة الاستفتاء على خطة أصلا مثيرة للجدل وتخالف أسس ومرجعية السلام تؤكد على حقيقة ثابتة أن إسرائيل لا تريد السلام والليكود لن يقف عند هذا الحد ليقرأ نتائج حربه القذرة ضد الشعب الفلسطيني على مدى السنوات الثلاث الماضية , السلام والأمن لم يتحققا للشعب الإسرائيلي ولن يتحقق هذا السلام بالقفز على حقوق الشعب الفلسطيني الصامد والمتمسك بحقوقه الشرعية والثابتة ولن يأتي الأمن على ظهر دبابة أو جناح طائرة أباتشي تزرع الموت بين الأطفال والنساء والشيوخ وتهدم المنازل على رؤوس أصحابها ,طريق السلام تعرفه إسرائيل جيدا ولكنها لا تريد السير عليه لأنها ما زالت تعقد الوهم على مراهنات الليكود التي تجر إسرائيل بالتأكيد إلى الهاوية وتهدد المنطقة بالسقوط في دوامة عنف جديدة .
شارون سيبتلع نصل السكين في الغالب وسيتغاضى عن الإهانة التي لحقت به في بيته ومن أبنائه وأنصاره ومن غير المستبعد أن يندفع لارتكاب المزيد من الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذين يكافحون من أجل إقرار السلام العادل والشامل الذي يضمن لهم العيش فوق ترابهم بكرامة وحرية.