من الواضح أن تصميم إسرائيل وإصرارها على تدشين الجدار الأمني الذي يعزل أراضي الضفة عن الدولة العبرية ويقتطع أراضي جديدة من الفلسطينيين، لهو أكبر دليل على أن إسرائيل دولة بلا حدود. فالخط الأخضر الذي يفصل أراضي الضفة عن إسرائيل وفقاً لحرب يونيو 1967 لا يمكن اعتباره من الناحية القانونية حدوداً، والأمر نفسه ينطبق على الحدود الإسرائيلية السورية، والإسرائيلية اللبنانية. إن عقوداً طويلة من سياسة "اليد الطولى" غرست في مخيلة الإسرائيليين وهماً زائفاً مفاده أن حدود دولتهم المزعومة مطاطة وفضفاضة وهلامية تتسع وتتمدد على حساب الآخرين وذلك كله تحت ذريعة واهية هي حماية أمن الإسرائيليين. وفي ظل هكذا سياسات في دولة لا تطبق القرارات الدولية تكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك حدوداً متفقاً عليها وهو ما يشكك في شرعية الدولة العبرية وبقائها.
عمرو محمود - القاهرة