لا شك أن الأمم المتحدة لا تستطيع بمفردها احتواء المشكلات والنزاعات التي تنشب بين الفينة والأخرى في مناطق مختلفة من العالم، والأمر نفسه ينطق على القوى العظمى بما فيها الولايات المتحدة الأميركية. تجارب الماضي القريب تعطي دلالات على أن المنظمات الإقليمية التي لا تتعارض أجندتها مع ميثاق الأمم المتحدة تستطيع أن تلعب دوراً محورياً في حسم النزاعات الدولية قبل أن يتم إرسال هذه النزاعات إلى الأمم المتحدة أو أن تقوم الدول الكبرى باحتكار الحلول خدمة لمصالحها وتكريساً لتواجدها في المنطقة محل النزاع. لكن فشل هذه المنظمات في القيام بالدور المنوط بها يؤدي دائماً إلى تدخلات خارجية غير مرغوب فيها. على سبيل المثال لم تنجح الجامعة العربية في إنهاء الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 ولم تستطع أيضاً نزع فتيل حرب الخليج الثالثة ولم تلعب دوراً محورياً حتى الآن في عراق ما بعد صدام، كما فشلت الجامعة أيضاً في وضع حلول ناجعة لمشكلة جنوب السودان. وبعيداً عن منطقتنا العربية وعلى النصف الغربي من الكرة الأرضية يحتدم الصراع بين الحكومة وقوى المعارضة في هاييتي ما جعل كثيراً من الأقلام الأميركية تطالب وتناشد منظمة الدول الأميركية بلعب دور في حل الأزمة باعتبارها منظمة إقليمية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياًَ في حل الصراع القائم في هاييتي.
أحمد ربيع-أبوظبي