كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس أن العقاقير الخافضة للكوليسترول حققت نتائج دراماتيكية مثيرة بسبب منافعها وفوائدها الإضافية التي تعود على المصابين بقصور القلب.
وقالت الدراسة التي تم نشرها يوم 18 فبراير الجاري إن هذه العقاقير الخافضة للكوليسترول، المعروفة باسم Statins، تتمتع بقدرة على تحقيق تقليص قدره 55% في عدد الوفيات بين المصابين بقصور قلبي في المراحل المتقدمة من المرض.
وقد تم تحقيق الزيادة في نسبة عدد الناجين من الموت بين هؤلاء المرضى الذين تناولوا هذه العقاقير، على رغم أن معظم هؤلاء كانوا في حالة أسوأ من حالة نظرائهم الذين لم يتناولوا تلك العقاقير. وقد وردت هذه الأنباء المثيرة عن ذلك الاكتشاف في تقرير نشرته الدورية الطبية التي تصدرها الكلّية الأميركية لأمراض القلب في ولاية ميريلاند الأميركية.
ومن المعلوم أن في الولايات المتحدة الآن 5 ملايين شخص، من الرجال والنساء، مصابون بقصور في الوظائف القلبية، وهو مرض خطير يتميز بتقلص قدرة القلب على ضخ الدم إلى أنحاء الجسم وتحقيق المستوى الطبيعي من الدورة الدموية الطبيعية عبر الشرايين والأوردة، وهو ما يعني حدوث نقص في التروية الدموية لمختلف أعضاء الجسم. ويبلغ عدد من يتم تشخيص إصابتهم بمرض القصور القلبي في كل عام نحو نصف مليون شخص من الرجال والنساء. أما أسباب هذا المرض فهي ضغط الدم المرتفع، وأمراض الصمامات القلبية، وانسداد الشرايين وغير ذلك من المشكلات القلبية الوعائية التي تعيق عمل القلب.
وتقول الإحصائيات الطبية إن نسبة المرضى الذين يتناولون العقارات الخافضة لكوليسترول الدم لا تتجاوز ثلث عدد المرضى الإجمالي، وهو الأمر الذي يوحي بوجود إمكانية كبيرة لإنقاذ أرواح هؤلاء المرضى من براثن الموت بتوسيع نطاق استخدام هذه العقاقير.
ويقول الدكتور غريغ سي.فونارو، الذي يعمل لدى جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس، ويترأس فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة المذكورة: إننا نشعر بالإثارة الشديدة حيال هذه الإمكانيات.
ومن المعلوم أن العقاقير الخافضة لنسبة الكوليسترول في الدم هي مجموعة تضم كلاً من العقاقير التالية: Lipitor, Pravachol, Crestor و Lescol، وهي الآن من بين العقاقير التي تلقى رواجاً شديداً وتحقق أفضل المبيعات في كل أنحاء العالم. وتنبع أهمية هذه العقاقير من قدرتها المدهشة على تقليص معدل حدوث النوبات والسكتات القلبية لدى الأشخاص المعرضين لمختلف عوامل الخطورة، حتى ولو كانت مستويات الكوليسترول في أجسامهم مرتفعة.
وإضافة إلى خصائص خفض مستويات الكوليسترول، أثبتت الدراسات والبحوث أن هذه العقاقير تتمتع بالقدرة على تخفيف حدة الالتهابات، وهي الإصابات التي تلعب دوراً خطيراً في تفاقم مرض القصور القلبي، وعلى حماية القلب من الإصابة بتمدد البطينات القلبية، وهي حالة خطيرة أيضاً يحدث فيها ضعف في قدرة عضلة القلب على ضخ الدم إلى مختلف أعضاء الجسم. وقد أثبتت التجارب والبحوث أن هذه العقاقير قادرة أيضاً على تخفيف النشاط المفرط في الجملة العصبية الودّية (السمبثاوية) وهي جزء من الجملة العصبية الآلية التي تشترك في عمليات تنظيم نبض القلب وضغط الدم، ومن المعلوم أن فرط نشاطها يؤدي إلى إفراط في إفراز كميات الأدرينالين وبالتالي إلى إلحاق الأذى بالقلب.
غير أن العقارات الخافضة للكوليسترول لم تخضع للاختبار والتجريب المباشر على المرضى المصابين بقصور القلب، على حد قول الدكتور فوناورو. فمن المعلوم أن الباحثين أحجموا عن إجراء مثل هذه الدراسات المباشرة لأسباب منها أن المرضى يتناولون مختلف أنواع العقاقير، في حين أن الباحثين يفضّلون دراسة الأدوية الجديدة على المرضى الذين يتناولون عقاقير قليلة، بحيث تكون النتائج أوضح وأكثر دقة، وبحيث لا تختلط تأثيرات مختلف الأدوية.
وإضافة إلى ذلك، قام الباحثون والأطباء بإجراء عدد من الدراسات والبحوث الأخرى التي أوحت نتائجها في نهاية المطاف بأن تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم من الممكن أن يؤدي إلى إلحاق الأذى بالأشخاص المصابين بقصور القلب.
ولاستكشاف هذه المسائل واستقصائها، استفاد الدكتور فونارو وأعضاء فريق البحث الذي يرأسه من الحقيقة التي مفادها أن بعض الأطباء يصفون العقاقير الخافضة للكوليسترول للمرضى المصابين بمرض القصور القلبي، إلى جانب توصية هؤلاء المرضى بتناول عقاقير أخرى.
وقد اضطلع الفريق المذكور بإجراء دراسة موسعة للسجلات الطبية الخاصة بـ551 من المرضى الذين تلقوا علاجاً لحالات الإصابة بقصور القلب في مركز أهمانسون لأمراض العضلة القلبية، وهو مركز تابع لجامعة كاليفورنيا -لوس أنجلوس. وقد تبين في الدراسة أن 45% من أولئك المرضى عانوا من الإصابة بقصور العضلة القلبية المترافق مع فقر دم موضعي في عضلة القلب، أي بنقص تروية موضعي في العضلة ناجم عن انسداد أو تضيق الشرايين التي تغذي القلب؛ كما تبين أن تلك الإصابات ناجمة عن حدوث النوبات القلبية. وقد ت