تحت عنوان "كيلي وعبدالقدير" نشرت "وجهات نظر" يوم الجمعة 13 فبراير الجاري مقالاً للدكتور عبدالله العوضي قارن خلاله بين قضية كيلي وعبدالقدير خان. وفي دفاعه عن العالم الباكستاني يستعمل الكاتب عبارة تسريب الأسرار إلى ليبيا وكوريا الشمالية وإيران، بينما الحقيقة أن عبدالقدير باعَ هذه الأسرار لقاء مصلحة مالية، ومثل هذا العمل الدنيء لا يستحق منا إلا الاستهجان لهذا الشخص الذي يعظمه الدكتور العوضي. كما أن المقارنة بين الرئيس الهندي والعالم الباكستاني الخائن لبلاده ليست في محلها، فالرئيس الهندي وعالم الذرة المسلم حافظ على أسرار بلاده ولم تسمح له أخلاقياته أو وطنيته أن يبيع أسرار بلاده بحفنة من الجنيهات الذهبية.
ومن هذه الملاحظات نجد أن تنحية عبدالقدير خان لم تشكل الحساب العادل لرجل خانَ بلاده، وكان من الأحرى محاكمته على فعلته تلك والتي حركتها الأطماع والاستفادة المالية من أسرار وطنية. واستغرب كيف يربط الكاتب بين هذا الفصل المخزي ومكتسبات الأمة، فمكتسبات الأمة يجب أن تتأسس على أسس وضوابط أخلاقية بارزة لا على الغاية التي تبررها الوسيلة، ومشكلة أمتنا هي في تغاضيها عن مثل هذه الممارسات وخلط كتابها والرغبة في بناء مصادر القوة مهما كانت الوسيلة. وأقول للدكتور العوضي إن البناء الذي يعتمد على الأساس الفاسد بناء لا يدوم وبالتالي لا يمكن بأي حال التبرير لعبدالقدير خان أو الدفاع عنه وهو الذي خانَ بلاده وباع أسرارها مقابل عائد مادي.
محمد عبداللطيف - دبي