إن المتابع لسياسة الإدارة الأميركية خلال السنوات الثلاث الماضية يلحظ أن واشنطن انتهجت سياسات أحادية في قضايا دولية مهمة كمكافحة الاحتباس الحراري وحظر انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الألغام. الولايات المتحدة انسحبت من بروتوكول "كيوتو" الذي صيغ خصيصاً لمكافحة التلوث البيئي وانسحبت أيضاً من معاهدة حظر انتشار الصواريخ المضادة للصواريخ، وبحربها على العراق دون تفويض أممي أكدت إدارة بوش نهجها الأحادي المدمر، لكنها أدركت بعد فوات الأوان أن هذه السياسة لن تنجح على طول الخط ذلك لأن إعمار العراق وإحلال الأمن فيه عملية صعبة ومعقدة لا تستطيع الإدارة الأميركية حسمها بمفردها، ودعوة بوش الأمم المتحدة للعودة إلى العراق خير دليل على أن واشنطن تدرك خطورة السياسات الأحادية، سيما وأن أوروبا والصين وروسيا أعربت عن امتعاضها من سياسات بوش تجاه العراق.
علي مكرم - أبوظبي