القضية الفلسطينية وسلام السودان والوضع في الصومال جميعها قضايا يتم التطرق إليها مراراً وتكراراً في القمم العربية. لكن الجديد في القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في تونس في أواخر مارس القادم سيكون الاحتلال الأميركي للعراق الذي جاء ليفرض نفسه كموضوع رئيس وبند ثقيل على القادة العرب في قمتهم المرتقبة. هذه القمة هي الأولى بعد سقوط صدام حسين ما يضفي عليها أهمية كبيرة لأن الولايات المتحدة سترصد نتائجها وبيانها بدقة لتتعرف على مدى التغيير الحاصل في دفة السياسات العربية عقب حرب الخليج الثالثة. وبالطبع ستحظى القضية الفلسطينية بنصيب الأسد من أجندة القمة سيما وأن قضية الجدار لا تزال تهيمن على الساحة، لكن المسألة العراقية ستصبح بلا شك جديد هذه القمة، صحيح أن المسألة العراقية شكلت جدلاً واسعاً في الأوساط العربية منذ تسعينيات القرن المنصرم ووقفت حجر عثرة أمام تفعيل العمل العربي المشترك، إلا أن الأوضاع الراهنة في بلاد الرافدين تستوجب موقفاً عربياً رسمياً فاعلاً سواء في مسألة إعادة الإعمار أو في موضوع نقل السلطة إلى العراقيين، ومن ثم يتعين على القادة العرب أن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن الخلافات وأن يؤكدوا مطالبتهم بوحدة العراق وسلامة أراضيه والحفاظ على هويته العربية الإسلامية. وعلى قمة تونس أن تعيد ثقة العراقيين في محيطهم العربي بعد أن قطعت سياسات صدام أوصال الوحدة العربية وبددت جهود الجامعة لرأب الصدع في العلاقات العربية - العربية.
محمد خلف - أبوظبي