التهديد الإسرائيلي لمحكمة العدل الدولية التي بدأت أعمالها في لاهاي في هولندا أمس بنسف خطة خارطة الطريق إذا أصدرت المحكمة رأيا قانونيا في الجدار ابتزاز إسرائيلي جديد للشرعية الدولية وتضليل للرأي العام الدولي والشعبي · شارون أصلا نسف خارطة الطريق وهي ما زالت حبرا على الورق واغتال الخطة على الأرض بسياسة القتل المنظم للشعب الفلسطيني الأعزل وتقطيع أوصاله ببناء جدار الفصل العنصري الذي يلغي أصلا فكرة إقامة الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها الرئيس الأمير كي جورج بوش ·
إسرائيل دولة خارجة على القانون وهذا الغياب الذي نلحظه اليوم في محكمة العدل الدولية مارسته إسرائيل قبل ذلك مرات عدة مع الأمم المتحدة وضربت بقرارات الشرعية الدولية التي تنص على إقامة دولتين في فلسطين بعرض الحائط وردت على قرارات الأمم المتحدة في العام 7491 بشن عدوان واسع على الشعب الفلسطيني وفي ظل الصمت والتواطؤ الدولي قامت بتهجير الشعب الفلسطيني بالقوة إلى عدد من دول الجوار وإلى الضفة وقطاع غزة والمخيمات في هاتين المنطقتين وفي الأردن وسوريه ولبنان شاهد على المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني قبل أكثر من 55 عاما ·وشارون اليوم يريد أن يعيد الكرة من جديد بممارساته العدوانية البشعة ضد الشعب الفلسطيني وخنقه وتقطيع أوصاله وإرغام شعبه على الرحيل من وطنه وقضم المزيد من أراضيه·
أين هي جهود السلام التي تتحدث عنها المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمير كية في ظل التعنت الإسرائيلي والعدوان المبرمج ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي أفقدة شارون حتى الأمل في الحياة ؟ وأين العدالة الدولية التي تكيل بمكيالين وتحابي المعتدي ضد المعتدى عليه وصاحب الحق ··لقد فرغ شارون العملية السلمية من محتواها ويعمل على فرض واقع جديد على الأرض يرغم فيه الشعب الفلسطيني على القبول بسياسة الأمر الواقع ·
النصائح الاميركية والأوروبية لمحكمة العدل الدولية ووقوفها المبطن إلى جانب حكومة الليكود في إسرائيل يعطي شارون ضوءا اخضر للاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري والعدوان وإلغاء الحلم الفلسطيني في إقامة دولته المستقبلة وهذا الصمت والمحاباة لن يجلبا السلام إلى المنطقة بل سيضعانها على طريق المزيد من العنف والدمار والدخول في دوامات جديدة من الدم يدفع ثمنها في الغالب المدنيون من الطرفين ·ولابد في هذا الظرف أن تشجع الدول الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط محكمة العدل الدولية لأن تقول رأيها القانوني في جدار الفصل العنصري بحرية ونزاهة حتى تشعر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أنها أمام ارادة دولية تريد إقرار السلام ووقف حمامات الدم وترفض العدوان ،وليس الخوف على العملية السلمية من تهديدات شارون الذي يقتل أي أمل في التوصل إلى سلام في المنطقة بل تقود سياساته العدوانية إلى إدخال الشرق الأوسط في نفق مظلم·