اتهام قضاة "لاهاي" بالتشويش على أمن المواطـن الإسرائيلي!


من ينظر إلى الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع يلمس مدى الخوف الإسرائيلي من قضية الجدار الفاصل ومحاكمة "لاهاي" التي ستدخل التاريخ على رغم كل شيء. فالأقلام الإسرائيلية واصلت الكتابة في هذا الموضوع الحساس على مدار الأسبوع، وكذلك الحال لأغلب الافتتاحيات التي وظفت قضايا عديدة لخدمة قضية الجدار على رغم استخفافها بمعنى محاكمة "لاهاي"..


الجدار فالجدار ثم الجدار


استحوذت قضية المحاكمة الدولية في "لاهاي" للجدار الفاصل الإسرائيلي على المساحة العظمى من الافتتاحيات والمقالات التي كتبها الإسرائيليون طيلة الأسبوع الجاري. فصحيفة "هآرتس" كتبت في إحدى افتتاحياتها واصفة المحاكمة بالفاشلة على رغم كل نتائجها، فهي مبنية على أسس خاطئة غير ملزمة بأي حال من الأحوال لإسرائيل.. الصحيفة واصلت هجومها على المحاكمة لعدة أيام متتالية، وأفردت مساحة واسعة لأقلام إسرائيلية مشهورة كي تعبر عن الرأي العام الإسرائيلي في قضية الجدار الفاصل. وأغلب الكتاب صبوا جام غضبهم على محكمة العدل الدولية في "لاهاي" لتدخلها في شؤون أمن الدول التي تعاني من صراعات داخلية دون فهم لب الصراع. وقالوا إن قضاة "لاهاي" لا يدركون الخطر الذي يداهم الأمن الإسرائيلي من الفلسطينيين، ولو نظروا إلى العملية التي وقعت مؤخراً في القدس لشعروا بمعاناة الشعب الإسرائيلي من "الإرهاب" الفلسطيني..


أما رئيس مجلس إقامة الجدار الأمني لإسرائيل، اللواء احتياط عوزي ديان، فوصف قرار إسرائيل مقاطعة جلسات المحكمة الدولية في "لاهاي" بالمتسرع والخاطئ. وقال اللواء ديان في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت": كان على إسرائيل أن تقول لقضاة "لاهاي": إذا كنتم لا تساعدون في وقف سفك الدماء، فعلى الأقل لا تشوشوا علينا.


إسرائيل تتفكك اجتماعياً


صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت استطلاعاً ملفتاً للرأي العام جاء فيه أن 73 في المئة يعتقدون أن إسرائيل تتفكك اجتماعياً، و 65 في المئة يخافون من أن إسرائيل تنهار اقتصادياً، والأغلبية أعربت عن عدم ثقتها بشارون وبنتنياهو، واللافت أيضاً أن الاستطلاع يظهر بأن هناك انخفاضاً كبيراً في إحساس الانتماء لدى المجتمع الإسرائيلي.


الكاتب إيتان هابر علق على نتائج هذا الاستطلاع بالقول: ما يقلق في نبأ الاستطلاع أن أحداً لم يخرج عن طوره للنتائج الباعثة على الاكتئاب، وأن السياسيين، أولئك الذين لا يفوتون فرصة للرد على أي هراء أو حماقة، قد اختفوا في أوكارهم.


ومضى الكاتب في تعليقه: ثلثا سكان إسرائيل يعتقدون أنها تنهار، تتحطم، تتفكك، ولا صرخة ولا بكاء.. لم يسبق لمثل هذا الأمر أن حصل، فوزراء الحكومة، إذا كان لا يزال لديهم إحساس بالمسؤولية، ملزمون بإعطاء الرأي في التدهور الذي لم يسبق له مثيل في كل مجالات الحياة في إسرائيل. هذه لحظة طوارئ، لم تسجل سابقاً في تاريخ الدولة، التي فقدت كوابحها وهي تنزلق مسرعة.


شارون أحد صناع الجريمة


جدعون سامت كتب في "هآرتس" يتهم أرئيل شارون بأنه أحد صناع الجريمة في إسرائيل، والسبب في رأي الكاتب هو أن حكومة شارون بلورت واقعاً مشجعاً للإجرام خصوصا من خلال إنتاجها لثقافة "الفقر المدقع". فورقة التعليلات وذرائع اقتصاد السوق تغطي الفجوة المتسعة بين الطبقات في المجتمع الإسرائيلي، وإضافة إلى بخس حياة الإنسان المدعوم بمناخ وأجواء سفك الدماء في الصراع الدائر مع الفلسطينيين، انضمت، مؤخراً، حالة من اللامبالاة الخيالية بكرامة الإنسان الذي يبحث عن لقمة العيش بعيداً عن العنف والإجرام في هذه الدولة. شارون - حسب رأي الكاتب - يقود إسرائيل نحو زاوية سياسية واجتماعية خطرة. وبذلك، ومن دون أي قصد ولكن بصورة مقلقة جداً، أصبح أحد صناع الجريمة غير المسجلين، حتى وإن خرج من تحقيقات الشرطة ناصعاً كالثلج.


عين "لوفتهانزا" على "إل عال"


تتحول شركة طيران "إل عال" الإسرائيلية في نهاية العام الحالي من شركة حكومية إلى شركة مخصخصة. فقد باعت إسرائيل - وفق ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير اقتصادي -نحو 10% من أسهم الشركة في العام الماضي. وتعتقد الصحيفة أن المسؤولين في شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" يتابعون عن كثب إجراءات خصخصة شركة "إل عال"، ويبدو أن النوايا تتجه نحو اقتناء أسهمها مع شركة "أركياع" الإسرائيلية التي من المتوقع أن تمتلك أكثر من 50% من أسهم "إل عال" مع نهاية العام الحالي.


تقرير "جيروزاليم بوست" يقول إن اهتمام "لوفتهانزا" بشركة "إل عال" يثير دهشة خبراء الطيران، إذ م