تحت عنوان "لغز نقل السلطة في العراق" كتب الدكتور طارق سيف مقالاً في "وجهات نظر" يوم الأحد 22 فبراير 2004 ، وفي معرض الرد على ما ورد في المقال أود أن أوضح التالي:
إن أميركا قد جاءت إلى العراق وتكلفت كل تلك المشقة ليس من أجل خاطر عيون العراقيين أو من أجل إقامة الديمقراطية، بل جاءت لتؤكد همينتها العالمية وبقدرتها على الفعل وبأن ديكتاتور البيت الأبيض عندما يقرر ينفذ، ولا تعنيه الأسباب أو المبررات، كما أنه لا يهتم بالشجب أو الرفض، وفي الوقت نفسه لا يعير أي اهتمام لمسألة النزاهة أو الكذب، فالغاية تبرر كل شيء. لذلك فإنني لا أتفق مع الأستاذ الدكتور طارق سيف فيما ذهب إليه بأن نقل السلطة مليء بالألغاز، فالأمور كلها واضحة، نقل السلطة لا يعني كماء جاء في مقالكم المميز نقل السيادة، ولذلك فأي وقت مناسب لهذه العملية سواء جرت انتخابات أم لم تجرِ، فالموضوع في مضمونه وجوهره لا يعني الكثير.
إن الإدارة الأميركية بقيادة المحافظين المتطرفين نظرت حولها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتبحث عن فرصة لإثبات قدرتها العسكرية واستعادة هيبتها النفسية، فلم تجد في حلفاءها القدامى، الذين أصبحوا أعداءها الجدد، أضعف وأكثر تفككاً من "طالبان" والعراق، فضلاً عن توافر كل المعلومات المطلوبة حول قدراتهم العسكرية وإمكانيات استخدامها بحكم الصداقة القديمة والتحالفات السابقة، لذا كان القرار السريع والفوري هو اضرب "طالبان" واغزو العراق. ولكن جائزة الحرب لا تتوفر في أفغانستان بل في العراق سواء النفط أو الإعمار أو الموقع الاستراتيجي وسهولة فرض السيطرة على الشرق الأوسط الكبير، ولذلك فإن نقل السلطة سيتم في موعده 30 يونيو 2004، ولكن نقل السيادة سيكون عند قيام الساعة.
د. محسن أبوحسين - بوسطن / الولايات المتحدة