··· مبادرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله '' بترميم سقف مسجد قبة الصخرة الذي تقادم عليه الزمن وضاعفت من ضرره الهزة الأرضية التي ضربت مدينة القدس مؤخرا، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر بسرعة تنفيذ مشروع الترميم، تأتي في سياق المبادرات المتصلة لدولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لكافة المعالم التاريخية والمقدسات الدينية في فلسطين المحتلة، فضلا عن الدعم المتعدد الأشكال والمجالات للإخوة الفلسطينيين وتقديم كل ما من شأنه إعانتهم على الصمود في وجه أشرس استعمار استيطاني في التاريخ الحديث·
إن مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة مشروع التجريف والهدم والمسح والإلغاء للهوية وللوطن ولأصحابه في فلسطين، تجيء في وقت وصل فيه المشروع الماكر والخبيث إلى مراحل متقدمة وخطرة تنذر بعواقب وخيمة ليس على العالمين العربي والإسلامي فقط وإنما على العالم كله، خاصة وأن فترة صمت وتخاذل بل وغيبوبة المجتمع الدولي عما يجري في فلسطين قد طالت أكثر من اللازم، حيث لم تنتظر الإمارات هذه الإفاقة التي لا تلوح في الأفق أية بوادر عليها، فسارعت، كدأبها دائما، إلى مد يد العون والمساعدة لأشقائها في فلسطين ومن دون من أو أذى، فهذا واجب يمليه عليها ضميرها القومي والإنساني والذي لا يتوقف على حدود الشقيق والصديق وإنما يتجاوزه إلى الناس كافة من غير تمييز أو تفرقة·
الحقيقة الواضحة أن المجتمع الدولي لم يبذل أي جهد يذكر لمعالجة السرطان الإستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى وتقاعس عن منع إنتشاره إلى بقية أنحاء فلسطين والجولان وجنوب لبنان، لكن هذا الواقع المؤلم لم ينل من عزم الإمارات وإصرارها على مبادئها الراسخة ، بل شكل حافزا ودافعا لقيادتنا الحكيمة للمضي قدما في تكثيف الجهود وحشد الطاقات واستنفار الإمكانيات لنصرة الأشقاء، فانبجست مواقفها الأصيلة نهرا دافقا من العطاء ، وحرصا على إعلاء شأن الأمة في جميع المحافل والمناسبات عبرقرن القول بالفعل ، وربط الإلتزام بالتطبيق ، والمبادرة بالإسراع الى آداء الواجب القومي والديني والإنساني، فهذا ديدنها وذلك عهدها الذي لن تحيد عنه مهما كانت الصعاب والعراقيل ·