بعد قدوم الأخضر الإبراهيمي بصفته مسؤولاً أممياً مكلفاً بمتابعة التطورات على الساحة العراقية، بات واضحاً أن فكرة عقد انتخابات مباشرة قبل يونيو المقبل مسألة أصعب بكثير مما يتوقعه الأميركيون والعراقيون على حد سواء. إن ارتباك الأوضاع الأمنية وغياب الإجماع بين العراقيين على طريقة من خلالها يمكن تشكيل حكومة انتقالية أو صياغة دستور جديد تجعل من السابق لأوانه الحديث عن الانتخابات أو المضي قدما في إجرائها. البعض يرى أن واشنطن تحاول تعقيد الأمر كي تبقى في العراق إلى أجل غير مسمى لكن على العكس تماماً تسعى إدارة الرئيس بوش إلى تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية وفق الموعد المحدد وهو يونيو المقبل كي يستطيع الرئيس بوش توظيف الملف العراقي لصالحه في حملته الانتخابية، وخصوصاً أن عدم العثور على أسلحة صدام المحظورة وضع إدارة بوش في موقف لا تحسد عليه. صحيح أن العراقيين تواقون إلى الديمقراطية، لكن واقع الحال يفرض مزيداً من التأني حتى لا تكون التجربة العراقية مجرد أفكار وتصورات لم تنضج أو غير مؤهلة للتطبيق على أرض الواقع.
خالد محمد-أبوظبي