هل غيّر شارون سياساته حقا؟ بالطبع لا فكل ما يدور في ذهن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس إلا مناورات وخطوات تكتيكية الغرض منها تشتيت انتباه الفلسطينيين والرأي العام العربي والدولي. شارون الذي تبنى فكرة الجدار الأمني وروّج لها وقطع شوطاً كبيراً في تنفيذها، ها هو الآن يحاول ترويج شعارات زائفة أو انطباعات عن شروعه في تقديم تنازلات للفلسطينيين سواء في مسألة المستوطنات أو الأسرى، لكن واقع الحال يعكس حقائق منافية تماماً لما يحاول رئيس الوزراء ترويجه. على سبيل المثال ترفض تل أبيب مناقشة مسألة الجدار في محكمة العدل الدولية في لاهاي مبررة ذلك بضرورات أمنية تتمثل في منع الفلسطينيين من شن هجمات على إسرائيل، ويستمر الجيش الإسرائيلي في اغتيال قادة التنظيمات الفلسطينية ويواصل اجتياح القرى والبلدات الفلسطينية. الشارع العربي لا يستطيع الوثوق برجل يده ملطخة بدماء العرب. كما أن المحللين، سيما الإسرائيليين منهم يدركون أن إعلان رئيس الوزراء أنه سيخلي مستوطنات ما هو إلا محاولة منه للخروج من الورطة الداخلية المتمثلة في تعرضه لتهم بتلقي رشاوى .
محمود علي-أبوظبي