لم يحدث من قبل أن طرحت قضية إسلامية للنقاش والجدال على مستوى العالم كما يحدث لقضية الحجاب حاليا التي سيطرت على الإعلام العالمي وتم تناولها بشكل مفصل من جميع الأطراف المؤيدة والمعارضة نتيجة لقانون منع ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية. وقد حاول البعض أن يستغل المناسبة في تصفية حسابات فكرية وأيديولوجية بحتة في تناول الموضوع.. فمن له ميول ليبرالية حاول أن يستغل المناسبة في محاربة الالتزام والتقييد بالحجاب باعتباره يمثل لديهم موروثاً شعبياً قديماً لا يلائم الحضارة الحديثة. والبعض حاول أن يجعل من الحجاب مسألة ليست من ضروريات الدين، والبعض الآخر استغل القضية في تشويه الإسلام مدعياً أن في الحجاب ظلماً للمرأة. والبعض حاول إثبات الحجاب كتشريع إسلامي ولكن ممكن التخلي عنه، وأصوات أخرى حاولت إثبات الحجاب كتشريع إسلامي إلزامي لا يمكن التخلي عنه.
والحجاب في الإسلام ليس مجرد شعار ولباس يميز المرأة المسلمة عن غيرها، وإنما هو تشريع إلهي وحكم شرعي على المرأة المسلمة أن تأتي به كالصلاة والصوم وبقية الفرائض. ومن الظلم اعتبار الحجاب كالقلنسوة لليهود أو كالصليب للمسيحيين اللذين يعتبران فقط رمزين مستحبين ومفضلين في الديانتين، وليسا من الواجبات التي تفرضها الديانة. بعكس الحجاب الإسلامي الذي فرض على المرأة المسلمة كأمر إلهي وكأحد الواجبات والتشريعات.
والمرأة المسلمة الملتزمة بما جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم تؤمن بأن الله تعالى عندما شرع الحجاب على المرأة المسلمة شرعه من أجل حكمة وغاية ومصلحة وفائدة كبيرة وتدرك أنها ليست مخيرة بلباس الحجاب، وإنما ملزمة به. ولهذا من الظلم الكبير المساواة بين لباس الحجاب ولباس الصليب أو القلنسوة اللذين يعتبران رمزين دينيين فقط.
علي سلمان آل غراش -الدمام