لقد حكم البعثيون العراق طوال العقود الثلاثة الماضية، وهؤلاء استخدموا كل الوسائل المتاحة من أجل الاستمرار في السلطة ولا تعنيهم الوسيلة في يوم من الأيام، المهم لديهم الغاية، ففتحوا السجون على مصراعيها للشعب ودخلوا حروباً غير ضرورية حصدت ما حصدت من أنفس وممتلكات، ومن بعدها ذلك الحصار القاتل ثم حرب أسفرت عن احتلال العراق. وفي كل هذه الظروف كان الشعب العراقي هو الضحية ولا أحد يستمع لصراخه ومعاناته، الجميع نظروا وقتها إلى صدام حسين على أنه "فارس الأمة" وقائدها وهو يتبجح ويرقص فرحا لانتصاراته المزعومة ولكن من هو الخاسر الأكبر؟ إنه الشعب العراقي المظلوم.
وبدأت قصة أسلحة الدمار الشامل المفتعلة علما بأن الشعب العراقي قد عانى كثيرا من هذه الأسلحة الفتاكة، فصدام استخدمها ضد الأكراد وكذلك في انتفاضة الجنوب عام 1991. غير أن الجميع على علم بمسرحية الأسلحة التي صاغها الاميركان والبريطانيون. العراقيون شاهدوا هذه المسرحية وهم يقولون في أنفسهم "عسى المخرج ينهي دور بطل المسرحية"... وقد كان.
ولكن على رغم فرحة العراقيين برحيل صدام فإنهم غير راضين على التواجد الأميركي وإنهم على علم بأن هذا التواجد مؤقت وسيأتي اليوم الذي يخرجون فيه. العراقيون حصلوا على بعض المكاسب منها: فتح السجون ونقل الحقيقة لشعوب العالم من خلال كشف المقابر الجماعية وغيرها من الأدلة التي فضحت النظام البعثي المدحور.
إن الشعب العراقي على علم بأن القوات الأميركية قدمت إلى بلاد الرافدين خدمة لمصالحها هي لا لمصلحة الشعب العراقي ولكن المستقبل كفيل بأن ينهض الشعب العراقي من جديد ويقود عراقه بالشكل الجميل الذي يستحقه وبالطريقة التي يختارها لأن زمن الديكتاتورية قد ولى من غير رجعة ولكن علينا أن نسقي شجرة الديمقراطية التي بدأت بالشروق في العراق بأرواحنا وكلامنا وأقلامنا لأنها ستعطي ثمارها لجميع الشعب العراقي.
خضير العواد-كندا