يبدو أن القرن الحادي والعشرين يخبئ للبشرية أشكالاً جديدة من التحديات منها ظهور فيروسات وأمراض مستعصية وربما كوارث طبيعية لم يعهدها البشر من قبل ويصعب التنبؤ بها. خلال الأشهر الأخيرة تواتر الحديث عن مرض "أنفلونزا الطيور" الذي ظهر في بلدان جنوب شرق آسيا، وشهدنا في العام الماضي جدلاً واسعاً حول مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي "سارس". الغريب أن الفيروسات المسببة لهذين الوباءين انتقلت من الحيوانات والطيور المنزلية إلى الإنسان، ما يفتح الباب أمام البحوث العلمية المعنية بتطور الفيروسات وطرق انتقال العدوى وأيضاً وسائل الوقاية والحماية. لكن البحث عن أدوية وتطعيمات للوقاية أو لعلاج الإنسان من الأوبئة الجديدة تستلزم جهداً دولياً للسيطرة على هذه الأمراض قبل أن تعصف باقتصادات الدول وتدمر مواردها البشرية وتقضي على ثرواتها الحيوانية. وقبل أن تثمر جهود التعاون الدولي الرامية إلى التوصل لطرق الوقاية يتعين على دول العالم تطبيق معايير صارمة في مجال الرعاية الصحية وهو ما يستوجب الالتزام بالشفافية والقدرة على محاسبة الجهات المقصرة حتى لا تتفاقم الأوبئة ويصبح من الصعب السيطرة عليها.
محسن محمد - أبوظبي