بول بريمر تحت سياط البريطانيين وفضح عملية تجسس أميركية بريطانية في الأمم المتحدة



من بين موضوعات عديدة حفلت بها الصحف البريطانية هذا الأسبوع برزت تقارير عن الوضع القائم حالياً في العراق، وضعف الإدارة المدنية الأميركية في أداء العمل المكلفة به. كما برز الحديث في مسألة اللاجئين إلى بريطانيا، وقضية التضخم في الأسعار مع بداية العام الجاري. وكانت فضيحة التجسس الأميركية البريطانية على سفراء في الأمم المتحدة قبيل شن الحرب على العراق القضية الأكثر إثارة للجدل على مائدة الكتاب...


انتقادات لبول بريمر


وقع الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر تحت سياط الصحف البريطانية هذا الأسبوع، حيث نشرت صحيفة "التايمز" انتقادات واسعة لتصريحات بريمر الأخيرة حول الهجمات التي تشن على القوات الأميركية من منطقة الفلوجة الأكثر سخونة في العراق. الانتقادات انصبت على اتهام بريمر لمواطنين عرب بشن هجمات الفلوجة استناداً إلى معلومات قدمت له من قبل الشرطة العراقية. وترى الصحيفة أن الأجدى ببول بريمر الاستناد إلى مصادر أقوى عندما يريد توجيه اتهامات للآخرين خاصة أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية أثبتت أن عراقيين وراء عمليات الفلوجة التي تستهدف القوات الأميركية بشراسة.


صحيفة "الأندبندنت" أوردت من جانبها تقريراً للاستخبارات الأميركية يؤكد عدم وجود عرب ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" في منطقة الفلوجة يقومون بشن هجمات على جنود ومصالح أميركية، كما ذكر بول بريمر. وتنتقد الصحيفة أيضاً تصريحات بول بريمر معتبرة أن الشرطة العراقية تقوم بتضليله وهو لا يفرق بين المعلومات الصادقة والمضللة كي يبني على ضوئها تصريحاته وقراراته.


اللاجئون ورطة حقيقية


لا زالت قضية الحد من الهجرة غير المنظمة إلى بريطانيا تقلق الحكومة البريطانية، خاصة أنها لم تتوصل حتى اليوم إلى قرار بشأن وضع نظام محدد وصارم لتسفير عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين الآن في أنحاء متفرقة من بريطانيا. صحيفة "الغارديان" تحدثت عن جلسة حكومية ساخنة بهذا الشأن، تبعها انتقاد وجهه زعيم المحافظين مايكل هوارد لشخص رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لعدم توصله حتى اليوم إلى اتفاق مع أركان حكومته بشأن مصير المهاجرين إلى بريطانيا. الصحيفة ترى أن على "بلير" وفريقه الوزاري المعني بهذه القضية إيجاد سبيل لإخراج بريطانيا من ورطة اللجوء غير الشرعي التي تزداد يوما بعد يوم وإلا ستكون الحكومة في مأزق حقيقي أمام الشعب البريطاني والعالم.


الحكومة البريطانية استعرضت في اجتماعها الوزاري أبعاد المقترحات التي قدمها وزير الداخلية "ديفيد بلانكيت" بشأن حل قضية اللاجئين، ومنها الفصل بين اللاجئين الأطفال وذويهم من ناحية إنسانية، إلا أن أحدا من الوزراء المعنيين بهذه القضية لم يوافق "بلانكيت" على مقترحاته، وبذلك خرج الاجتماع بخفي حنين.


تجسس في الأمم المتحدة


فضحت صحيفة "الأوبزيرفر" قصة التجسس البريطاني الأميركي المشترك على عدد من السفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته في صفحتها الأولى إن التجسس تم بترتيب متقن بين الحكومتين الأميركية والبريطانية لمنع مبادرة اللحظة الأخيرة التي كانت تهدف إلى تأجيل النظر في مسألة غزو العراق وشن عمليات حربية للإطاحة بنظامه. وقد قوضت هذه العملية التجسسية مساعي حثيثة لدى سفراء الدول الكبرى في الأمم المتحدة لإمهال المفتشين الدوليين فرصة أكبر في التفتيش على أسلحة الدمار الشامل التي ثبت اليوم عدم وجودها في العراق.


الصحيفة نشرت تفاصيل عديدة حول عملية التجسس الأميركية البريطانية، كان من أهمها أن أميركا تحركت بسرعة فور وصول المعلومات إليها بشأن مساعي السفراء لإفشال طلبها من الأمم الموافقة شن الحرب ضد العراق، واستطاعت بمعية بريطانيا التحرك باتجاهات مختلفة والضغط على السفراء كي يسحبوا أيديهم من مبادرة اللحظة الأخيرة. وبذلك ـ ترى الصحيفة ـ أن عملية التجسس كانت المنقذ لقرار أميركي بريطاني مشترك لشن الحرب على العراق على رغم أنف الأمم المتحدة التي لم تكن قادرة على الوقوف في وجه مثل هذا القرار.


الـ BBC في خطر


حذرت صحيفة "الصنداي تايمز" من مغبة زعزعة كيان هيئة الإذاعة البريطانية الـ BBC العريقة بعد أنباء ترددت حول مساع حكومية في هذا الاتجاه. الصحيفة تناولت هذا الأمر في تقرير منفصل على صفحاتها الرئيسية حمل عبارات تحذيرية لأسرة المؤسسة الإعلامية التي يعشقها البريطانيون ويحترمونها كما هو الحال لدى أغلب الشعوب في العالمين الغربي والعربي.