العدو لا ينام وإنما يتسلل حثيثاً إلى مواقع السيطرة للنيل من خصمه بمكر ودهاء، ويسلك في ذلك شتى السبل ويستعمل كل الوسائل الأخلاقية واللاأخلاقية، وضمن هذا الإطار لا تدخر إسرائيل، وغيرها من القوى المتربصة بعالمنا العربي، أية وسيلة أو سلاح لإضعاف الأمة العربية. فالفتنة والوقيعة سلاح نافع، والرشوة بالمال أو إهداء المناصب وسيلة ناجعة، والكذب وتزييف الحقائق على الجماهير من أقذر الأسلحة، وأما تلفيق التهم فهو الأسهل. أعداء الأمة العربية والمتربصون بها يستعملون الأسلحة حسب لياقتها بفن منقطع النظر، فمن سال لعابه على المال أغروه، ومن تاقت نفسه للمنصب والجاه أهدوه، ومن عصاهم بالفتنة أوقعوه، ومن التوى عليهم كذباً على الجماهير المسكينة بالإرهاب شوهوه وعابوه، ومن لم ينفذ مخططاتهم بحيازة أسلحة الدمار الشامل اتهموه. ومن غرته قوته وأصابته العظمة بأي حجة دمروه وأسروه، وعن القيادة عزلوه.
وأما في حال ضعف عدونا، فإنه يتزين بالمسكنة ويظهر التعاطف ويتملق وينافق إلى أن يتمكن وفي أي من الحالتين ضعفه أو قوته فهو عدو أظهر عداوته أم أضمرها، ويجب الحذر الدائم منه والعمل الدائم على إبقائه ضعيفاً. فالويل ثم الويل من الصهاينة المتعطشين للدمار والراغبين في التخريب الذين يحبون أنفسهم ويدعون ويعتقدون أنهم مفضلون على جميع البشر وكل الشعوب لهم خدم وعبيد.
سليمان العايدي - أبوظبي