يمثل اجتماع الدول المجاورة للعراق أمس الأول في الكويت إشارة واضحة إلى تواصل الاهتمام ببحث الأوضاع المستجدة في العراق ومدى تأثيرها على الأوضاع الإقليمية التي تنشغل بها دول الجوار بشكل أساسي لما تمثله إعادة ترتيب البيت العراقي وعودة الاستقرار إليه من آثار بالغة الأهمية عليها شعوبا وحكومات، وكذلك الأوضاع الدولية التي يمثل الوضع في العراق أحد أبرز ملفاتها سخونة وتوترا.
ما انتهى إليه الاجتماع وما دعا إليه وما طالب به من تمنيات بشأن ضرورة الإسراع بانسحاب قوات الاحتلال من العراق وتسليم السلطة ونقل السيادة لأبنائه وغيرها من النداءات والمطالب التي تضمنها البيان الختامي، تؤكد مجددا رغبة الدول المجاورة للعراق في مساندة مسيرته المقبلة بما يؤدي إلى عودة الاستقرار إلى هذا البلد، وهو ما يتطلب بالضرورة القيام بدور فاعل لتحقيق هذا الهدف·
وقد أكد المجتمعون على أهمية استمرار الدور النشط لدول الجوار في دعم جهود الأشقاء العراقيين لتحقيق الأمن والاستقرار ودعم كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية لتحقيق هذا الهدف.. وهو ما يعني ضرورة تجسيد تلك التعهدات وترجمة هذه البيانات على أرض الواقع عبر تبني سياسات جادة من شأنها تكوين سياسة إقليمية واضحة وفاعلة تعتمد أساليب محددة لتوصيل رسالة للأشقاء في العراق باهتمام جيرانهم بمساعدتهم على قطع الطريق الشاق الطويل بنجاح نحو مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.
وإذا كان للأمم المتحدة أن تقوم بدور ناجح مرجو ومرتقب في العراق خلال المرحلة المقبلة كما طالب به المجتمعون في الكويت، فإن ذلك الدور يمكن أن يكتب له المزيد من النجاح والفعالية إذا ما أسهمت دول الجوار في تعزيز مسيرته وخدمة أهدافه التي تصب في نفس الأهداف التي ترجو صالح الشعب العراقي حاضراً ومستقبلاً.
دول الجوار مطالبة بقوة في هذه الأوقات بالغة الحساسية في مسيرة العراق بالقيام بدور حقيقي يتجاوز الشعارات واللافتات العريضة، ويساعد في تمكين العراق من العودة إلى أمته العربية والمجتمع الدولي.