نتمنى أن تُطل علينا القمة العربية في تونس الخضراء من دون مشاجرات أو مشاحنات أو مشادات بين الحضور، نتمنى أيضاً أن تخرج القمة بقرارات تحظى بقبول الشارع العربي من المحيط إلى الخليج. إن المشهد العربي الراهن الذي لا يبعث على الإرتياح يدفع الجامعة العربية إلى تفعيل العمل العربي المشترك. قد يرى كثير من المحللين الآن أن الحديث عن الجامعة العربية أو تفعيل العمل العربي المشترك هرطقة أو طنطنة لا طائل من ورائها، لكن حان الوقت أن يلتفت العرب لمصالحهم الاستراتيجية المتمثلة في وحدة صفهم وطرح خلافات جانباً والإسراع في تدشين آليات ناجعة للتعاون الاقتصادي والسياسي والإعلامي سيما و أن عالمنا العربي يفيض بكوادره النابغة في شتى المجالات.
ما يأمل فيه البسطاء في عالمنا العربي هو ترسيخ القومية العربية كمنظمومة للعمل ترتكز على آليات فعلية، فخبرة الماضي تعلمنا درسا مفاده أن التشرذم العربي ما هو إلا إنزلاق في هاوية التدخل الأجنبي وهيمنة القوى العالمية على مقدراتنا... نتمنى من قمة تونس أن ترضى بعضاً من مطالب الشارع العربي وتدشن مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك التي تعثرت طويلاًَ.
نادر المؤيد - أبوظبي