دروس آسيوية من "أنفلونزا الطيور"... وازدواجية أميركية في قضايا منع الانتشار النووي


ماهي الدروس التي يتعين على دول جنوب شرق آسيا تعلمها من انتشار مرض "أنفلونزا الطيور"؟ وكيف يرى الرئيس التايواني السابق "لي تونج هيو" علاقات بلاده مع الصين؟ وهل أفرطت فرنسا في انتهاج العلمانية بعد أن وافق برلمانها على قانون حظر ارتداء الرموز الدينية؟ ولماذا أحجمت واشنطن عن فرض عقوبات على إسلام أباد بسبب تسريب الأخيرة تقنيات نووية؟ وهل تستطيع سيدة روسية الوصول إلى سدة الحكم في الكرملين؟ جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية تجيب على الأسئلة السابقة.


دروس الأزمة


تحت عنوان "دروس أنفلونزا الطيور تسلط الأضواء على التغيير في آسيا" عرض "إريك تيو شو" في "جابان تايمز" اليابانية" نتائج انتشار المرض في عشر دول آسيوية ما دعا هذه الدول إلى الاجتماع في العاصمة التايلاندية بانكوك أواخر يناير الماضي لمناقشة البعد الإقليمي لهذا المرض الذي لقن الشعوب والحكومات الآسيوية دروساً في التغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. سياسياً: لفت المرض الانتباه مجدداً إلى ضرورة التزام الحكومات بالشفافية، وعادت إلى الواجهة أهمية محاسبة المؤسسات المعنية بالصحة العامة وإخضاعها للمساءلة. اقتصادياً: بعد انتشار المرض برزت أهمية الاستهلاك المحلي وكذا السياحة والصادرات الزراعية باعتبارها عناصر مهمة في الاقتصاديات الآسيوية. ويتعين على دول جنوب شرق آسيا الاهتمام بمعدلات الاستهلاك المحلي لأن تراجعها عادة ما يؤدي إلى أزمة اقتصادية حادة وهو ما حدث إبان الأزمة المالية التي عصفت ببلدان جنوب شرق آسيا خلال عامي 1997 و1998. وبعد انتشار أنفلونزا الدجاج ثمة تنبؤات بتباطؤ الاقتصاد التايلاندي نتيجة تدهور سوق المال وتراجع قيمة العملة، إضافة إلى تعرض الاقتصاد في الصين وفيتنام وكمبوديا وإندونيسيا إلى مخاطر جراء الضرر الذي تتعرض له قطاعات السياحة والسفر في هذه البلدان. أما من الناحية الاجتماعية فإن مرض أنفلونزا الطيور جدد الدعوة إلى الحد من التفاوتات الصارخة بين التجمعات الحضرية الغنية والمناطق الريفية الفقيرة فمزارع الدجاج في هذه المناطق لا تتمتع بالرعاية الكافية، ما أدى إلى انتشار المرض.


نصائح "لي تونج هيو"


في وقت يحتدم فيه الجدل بين بكين وتايبييه حول إجراء الأخيرة استفتاء على استقلالها الشهر المقبل، قام الرئيس التايواني السابق "لي تونج هيو" بتسعير حدة الجدل على جانبي مضيق تايوان عندما أدلى قبل يومين بخطاب أمام جمعية المحامين التايوانيين نصح فيه بالتعامل مع الصين بوصفها دولة معادية لتايوان. وحسب "تايبييه تايمز" التايوانية أشار "هيو" في خطابه إلى أن بلاده في حاجة إلى دستور جديد يعكس سيادتها ويوضح بناها السياسية ويحدد علاقتها بالصين. "هيو" عرض في خطابه ثلاثة مبادئ رئيسية يتعين على "تايبييه" وضعها في الاعتبار عند التعامل مع بكين وهي، أولا: أن تايوان وجمهورية الصين الشعبية بلدان مختلفان عن بعضهما ولا ينتمي أحدهما إلى الآخر. ثانياً: التأكيد على مفهوم  "تايوان أولاً" النابع من منظور قومي يُعنى بالمصالح التايوانية. ثالثاً: اعتبار الصين دولة معادية ما لم تتخل عن تهديداتها العسكرية لتايوان.


سياسة خاطئة


ضمن تعليقها على القانون الفرنسي الخاص بحظر ارتداء الرموز الدينية في المدارس والذي صوت عليه البرلمان الفرنسي بالأغلبية، وتحت عنوان "الانفصال الفرنسي" نشرت "هندوستان تايمز" الهندية افتتاحية استهجنت خلالها القانون لأنه يضع الممارسات الدينية والمظاهر ذات الصلة بالعقيدة، والتي لا ينجم عنها أي ضرر، في سلة التطرف الديني، الأمر الذي يضع فرنسا، في موقف الدولة التي لم تفشل في استيعاب مغزى التنوع الثقافي فحسب، بل إن باريس ستكون عرضة لردود أفعال سياسية واجتماعية عنيفة. وترى الصحيفة أنه بالتركيز الشديد على العلامات الدينية يثير الرئيس جاك شيراك النعرات الدينية ما قد يؤدي إلى ردود أفعال لا تليق بمجتمع طالما وصفه المحللون بأنه حديث ومتنوع الثقافات. ويبدو أن الوقت قد حان لتقوم فرنسا بعملية تطوير ذاتي للعلمانية الصارمة التي تنتهجها بعد أن ذاقت قروناً من الاستبداد إبان سيطرة الكنيسة الكاثوليكية على الحكم. صحيح أن الدولة، على حد قول الصحيفة، فوق الدين، لكن على الرئيس جاك شيراك أن يدرك أن الاثنين معاً لا يتصارعان.


دولة "مارقة" ومعايير مزدوجة


" باكستان دولة مارقة لم تُعاقب"، هكذا عنونت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحياتها لتشن هجوماً على إسلام أباد التي تتهمها الصحيفة بتسريب تقنيات نووية لإيران وليبيا وكوريا الشمالية. الصحيف