وبالاً على العالم أجمع كان الحادي عشر من سبتمبر. لكن تركيزه آثر أن يكون على العالم الإسلامي مع تركيز أكبر على الوطن العربي ثم تركيز أكبر من الأكبر على المملكة العربية السعودية الشقيقة، الأمر الذي كان له انعكاس سلبي وإيجابي في ذات الوقت، السلبي كان في ازدياد حمى التوتر في العلاقات ما بين حلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة تحتاج كل منهما للأخرى، والإيجابي في تحول الدفاع عن الذات لدى المملكة من الحكومة إلى الشعب، أو بالأحرى مشاركة المجتمع المدني للنظام السياسي في دفاعه عن وطنه وصد الظلم والاتهام وإبراز الوجه الحضاري.
تمثل لنا ذلك في تشكيل جمعية الصحفيين السعوديين والتي تأجل ظهورها لسبب يتميز على فكرة تأسيسها وهو إشراك عدد أكبر من حملة القلم وخاصة النساء وهو أمر يثلج الصدر ويستحق الانتظار، فرحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة.
أما الأمر الآخر فقد كان ظهور لبنى العليان كبيرة الموظفين التنفيذيين بشركة العليان للتمويل والتي ظهرت على المنصة الرئيسية لتفتتح جلسات اليوم الأول في منتدى جدة الاقتصادي الخامس يوم السبت 17/1/2004 وسط حضور قوامه تسعمائة شخصية عربية وعالمية من الجنسين لتخط أول سابقة تاريخية وبحروف من نور لمشاركة المرأة السعودية مباشرة في جلسات جدول الأعمال دون اللجوء إلى الدائرة التلفزيونية المغلقة كما جرت العادة خلال المؤتمرات التي تشهد حضوراً نسائياً.
وقد شاركت كل من د. هيفاء حمل الليل عميدة كلية عفت الأهلية بجدة، والدكتورة ثريا العريض مستشارة التخطيط في شركة أرامكو السعودية، وقد شهد المركز الإعلامي للمنتدى مؤتمراً صحفياً لكل من د. ثريا العريض ود. ناهد طاهر خبيرة الاقتصاد في البنك الأهلي السعودي بحضور عدد كبير من الصحفيين السعوديين والعرب والأجانب.
ولعل أروع ما في حركة كسر الجليد هذه، إنما كان دعم الشباب والشيب ممن حضروا المؤتمر من السعوديين لهذه المبادرة ومباركتها ودعمها وتشجيعها لأن تجد مكانها في مساحة (لا يصح إلا الصحيح) وهذا الصحيح يستحق فعلاً طول الانتظار.
بصراحة وكامرأة خليجية أجد نفسي أباهي وأتباهى بهذه الثورة التي تأخرت طويلاً ولا أنزه مباهاتي وفخري من بعض من غبطة لوقفة الشباب السعودي وإيجابيته بالتصريح والتشجيع على وسائل الإعلام بدلاً من محاولات إمساك العصا من المنتصف -كما هو في الكويت مثلاً-. إنني أرى في حركة جمعية الصحفيين المزمع تأسيسها وكذلك المشاركة الإيجابية للمرأة السعودية في مؤتمر جدة الاقتصادي بتلك الصورة المشرفة حلقة في النهج الجديد الذي أشار إليه سمو الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء, ورئيس الحرس الوطني السعودي في تصريحه بالإصرار على مواصلة النهج الإصلاحي المدروس والمتدرج وأن بلاده لن تسمح لأحد بأن يقف في وجه هذا النهج.
لذا أرى أن المرأة السعودية ترفع رأس بلدها عالياً والقيادة السياسية تساهم مساهمة إيجابية في رفعة مكانة المرأة ولا يهمنا في هذا الشأن من يقود من, ما دام الاتجاه نحو الصلاح مسؤولية مشتركة على الشعب أن يقدم النصح وعلى القيادة أن تبصر وتتبصر به قبل قبوله أو رفضه، وعلى القيادة السياسية أيضاً أن تقترح وتطلب من الشعب أن يبصر ويتبصر في هذا الاقتراح حتى تستقر السفينة على المياه الهادئة فينجو الربان والعابرون به ومعه إلى بر الأمان.