في الوقت الذي كانت فيه دبابات وصواريخ الإرهاب الإسرائيلي تسقط عشرات الشهداء والجرحى و بينهم عدد كبير من الأطفال ،وتدك مئات المنازل الفلسطينية وتشرد عائلاتها إلى العراء ، كان هناك من يتحدث في عواصم الغرب الحر الديمقراطي عن حق إسرائيل في امتلاك أسلحة دمار شامل لأنها ''دولة ديمقراطية تعيش وسط دول لاتقبل بوجودها ويتمنون إلقاءها في البحر''·؟!
وقد جاء ذلك الحديث الحميمي عن الكيان الصهيوني واحة الديمقراطية المهددة من الوحوش العربية المتربصة بأمنه واستقراره ، في وقت كان كبار العالم يطالبون مجددا بتبني مبادرات لحظر الأسلحة النووية وضرورة التحرك الفوري ضد شبكات الإتجار في اسلحة الدمار الشامل ،وتشديد القوانين وعمليات المراقبة التي تؤدي إلى منع انتشارها·· وهو ما أدى بصحفيين وبرلمانيين غربيين إلى توجيه تساؤلاتهم لمسؤولي بلادهم عن سر استثناء إسرائيل من هذه الحملات المناهضة لأسلحة الدمار رغم امتلاكها لأسلحة تفوق كثيرا تلك الدول المتهمة بامتلاك مثل هذه الأسلحة فعلا أو التي اتهمت من قبل أو تتهم حاليا بالسعي - مجرد السعي- لامتلاكها ؟ ··فكانت هذه الإجابات التي ادلى بها مسؤولون رفيعو المستوى عن حق إسرائيل الذي يجب على الجميع تفهمه في إنتاج وتملك أسلحة الدمار،وضرورة احترام أمنها عند السعي إلى نزع أسلحة الدمار الشامل؟!
هذا الدعم القوي لإسرائيل ليس جديدا وإن كان يمثل جرعة جديدة زائدة كثيرا عن الحد ،ولكن خطورته تكمن في كونه يمثل ضوءاً أخضر آخر للإرهاب الصهيوني لمواصلة خططه الهادفة إلى استغلال أجواء الفوضى والانهيار في النظام الدولي لتنفيذ خططه الأحادية وفرض رؤاه العنصرية للقضاء على مايسمى القضية الفلسطينية والتخلص منها نهائيا ·
ومن أوجه الخطورة في مثل هذا الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل انه قد يمثل أيضا ضخا لمزيد من دماء الحياة في شرايين تنظيمات إرهابية تسوق هذه المواقف بين مبررات جرائمها ، في وقت يتداعى فيه المجتمع الدولي للعمل على تجريد هذه المنظمات من أسباب ومبررات ما تروع به العالم·
المسؤولية تقتضي من كبار العالم التخلي عن مثل هذه المواقف والتصريحات الاستفزازية، والعمل على تفعيل منطق سيادة القانون والشرعية الدوليين بين الجميع دون تفرقة أو كيل بمكيالين ·· وبذلك يمكن أن نجد عالما أكثر عدلا وأمنا واستقرارا ·