بعد كل مجزرة يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين يتأكد لكل ذي بصيرة أن شارون لم يتغير. بعض المحللين السياسيين سواء في أميركا أو في الدولة العبرية هللوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي عندما أبدى رغبته في تفكيك مستوطنات غزة، لكن بدا واضحاً أن تصريحات شارون ليست سوى مناورات تكتيكية الغرض منها تهدئة الرأي العام الفلسطيني وخداع الرأي العام العربي، فقبل أن يمر أسبوع واحد على إعلان شارون عزمه على تفكيك مستوطنات قطاع غزة تكررت الهجمات العسكرية الغاشمة على مدن وقرى القطاع ليسقط عشرات الضحايا من الفلسطينيين العُزل. شارون يؤكد أن دمويته تعصف بكل أطروحات السلام وتؤجج العنف وكل هذا يدفع الفلسطينيين إلى اليأس والاحباط، ما يجعل الشارع الفلسطيني أقل تعاوناً وتجاوباً مع أطروحات السلام. ويبدو أن سلسلة الاجتياحات الإسرائيلية الأخيرة الهدف منها توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن إسرائيل لن تتراجع عن توظيف ترسانتها الحربية ضد الفلسطينيين وأن تل أبيب لن ترضخ للموقف الدولي الرافض لاستكمال بناء جدار الفصل العنصري، سيما وأن حكومة شارون قررت مقاطعة جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي للبت في شرعية هذا الجدار المشؤوم.
أحمد عادل-القاهرة